على مدار الأشهر الماضية كان اختبار فيروس كورونا واحدا من المعضلات في رحلة الكشف عن إصابة الأشخاص بالفيروس نظرًا لتكلفته العالية وإتاحته على نطاق محدود، ولكن قد تكون اختبارات فيروس كورونا متاحة قريبًا بالمنزل لإخبار الأشخاص ما إذا كانوا مصابين قبل ظهور الأعراض، وذلك بفضل اختراع جديد.
سيكون اختبار فيروس كورونا اليومي الرخيص في المنزل هو الخيط الذي من خلاله يمكن إعادة فتح المجتمعات بشكل أكبر قبل أن يظهر اللقاح المنتظر، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ولن تلتقط تقنية الاختبار الحالية الفيروس من عينات الأنف أو اللعاب أو البول حتى بضعة أيام بعد الإصابة، وعادةً بعد بدء الأعراض، وذلك بسبب عدم وجود نسخ كافية من الفيروس في جسم الشخص، وبالتالي عيّنته في الأيام الأولى من الإصابة، ليتم اكتشافها بواسطة الأجهزة القوية للغاية في المختبرات عالية التقنية.
اقرأ أيضًا:
ومع ذلك، ابتكر الباحثون في جامعة سينسيناتي وقاعدة رايت باترسون الجوية جهازًا يمكنه حل هذه المشكلة عن طريق فرض تركيزات أعلى بكثير من الفيروس داخل العينات، بحيث يمكن لاختبار بسيط في المنزل اكتشاف المرض.
على الرغم من الاقتراح الأخير لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بأن الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض لا يحتاجون بالضرورة إلى اختبار فيروس كورونا، يمكن لأي شخص في الوقت الحالي أن يتم مسحه ويكتشف بشكل شبه مؤكد ما إذا كان مصابًا أم لا.
فيما قرر الباحثون في جامعة "سينسيناتي" وقاعدة "رايت باترسون" الجوية أنهم بحاجة إلى إيجاد طريقة لعمل نسخ أكثر نسبيًا من الفيروس في عينة أصغر، لقد اختبروا طريقتين مختلفتين لإنشاء محلول أكثر تركيزًا فيروسيًا من اللعاب أو البول.
للقيام بذلك، قرر العلماء أنهم بحاجة إلى سحب عينة من خلال غشاء لوضع المزيد من الفيروسات في مكان واحد، أولًا، حاولوا القيام بذلك باستخدام جهاز متعدد الإمكانات يستخدم المكنسة الكهربائية لسحب الماء، وجميع المكونات غير الفيروسية للعينة من خلال الغشاء، بحيث يكون ما تبقى هو فيروس أكثر تركيزًا.
لقد نجحت، لكن العملية كانت بطيئة، واستغرقت حوالي 30 دقيقة لكل عينة، وقالت الدكتورة "إيمي دريكسيليوس"، مؤلفة الدراسة الرئيسية: "كانت نتائج الاختبار قد أظهرت نتيجة تركيز تبلغ 33 ضعفًا من العينة الأصلية".
واختبروا قدرة الجهاز الجديد على تركيز الإنفلونزا في اللعاب وكذلك في البول، كما اختبروا قدرته على اكتشاف هرمون الحمل HCG في البول بنجاح، مما يعني أنه قد يؤدي إلى اختبار حمل أفضل أيضًا.
لم يتم اختبار عينات فيروس كورونا من خلال الجهاز، لكن قدرته على التركيز والتقاط الإنفلونزا تشير إلى أنه سيكون قادرًا على فعل الشيء نفسه بالنسبة لـ SARS-CoV-2.