كم من مرة نادتك والدتك أو زوجتك وأنت على عتبة باب المنزل في الصباح الباكر بالجملة الشهيرة "خد كيس الزبالة وأنت نازل"، تلك الجملة المزعجة التي قد تدخلك في دوامة من التفكير إما في الركض والفرار إلى الأبد أو العودة إلى سريرك، لكن في نهاية المطاف تخرج بكل قهر ممسكًا بذلك الكيس الأسود في يدك طوال الطريق حتى تصل إلى أقرب صندوق قمامة.
بالطبع ليست هذه هي المشكلة الوحيدة التي تقابلنا اليوم، فكيس فوق كيس قد يخلق جبالًا من القمامة نمر بها يوميًا ونراها في كل مكان، مما دفع طالبتي الصف الثاني الثانوي «مارينا نبيل» و«مارفي يوسف» للتفكير في طريقة لإنقاذ وطنهم من هذا التلوث البيئي بتكلفة يسيرة وبأقل مجهود.
وبالفعل توصلت الطالبتان إلى مشروع «مواسير القمامة المنزلية»، تقوم فكرة المشروع على توصيل مواسير من "الفلين" بنوافذ الشقق في العمائر والمنازل المكونة من عدة طوابق.
تتصل نهاية الماسورة بصندوق قمامة يتم وضعه أسفل المبنى، تهدف المواسير إلى توفير جهد السكان والعمال في التخلص من النفايات، إذ تعتمد في فكرتها على إلقاء الساكن لكيس القمامة داخل الماسورة من النافذة لتنزل مباشرة إلى الصندوق دون بذل أي مجهود.
ثم يأتي عامل النظافة لجمع القمامة من الصندوق يوميًا لمنع تكونها، تغلق المواسير بأغطية بلاستيكية عند كل نافذة تمنع مرور الروائح الكريهة أو الحشرات من مضايقة السكان.
حصلت الطالبتان على مركز أول من وزارة الثقافة لفعالية وعملية مشروعهما البسيط وغير المكلف، فسعر الماسورة
للعمارة كاملة 200 جنيه قد يشترك فيها الجيران، إذ توفر عليهم اشتراك النظافة الجديد وهم التخلص من النفايات للأبد.
تقول مارينا لموقع «صدى البلد»: "بدأنا المشروع من سنة.. فكرنا في طريقة نحافظ بيها على الشكل العام للدولة وتمنع ملوثات البيئة والتلوث النظري اللي بنشوفه يوميًا في كل مكان.. بأقل جهد وأيسر تكلفة".
حصل مشروع «مواسير القمامة» المنزلية على مركز أول جمهوري من وزارة الثقافة، لبساطته وإمكانية تنفيذه، وتدرس الفتيات حاليًا لإعادة تدوير واستغلال تلك القمامة في المستقبل لتوليد طاقة غاز وكهرباء للمنازل عن طريق جهاز دينامو صغير يتم تركيبه أسفل صندوق القمامة.