معاناة الكثير من مبدعى القرى والنجوع بمحافظة قنا، فى الوصول إلى من يسمع صوتهم ويشاهد إبداعاتهم المختلفة، كانت سبباً فى ظهور فكرة "توك توك السعادة" التى أطلقها الشاب القنائى محمد أبو الحمد تكرونى، خريج كلية تربية رياضية، للوصول إلى المبدعين فى كل قرى الصعيد وإظهار المبدعين حتى يصل صوتهم لمن يتبنى إبداعاتهم.
الوصول للمبدعين فى القرى والنجوع البعيدة، كان لابد له من وسيلة مواصلات تحمل الآلات الموسيقية وخيمة صغيرة للاستماع ومشاهدة إبداعات الصغار والكبار على أرض الواقع، فكان "التوك توك" هو الوسيلة المتاحة للدخول إلى الشوارع والحوارى الضيقة والوصول إلى لكل المبدعين المنسيين والمهمشين.
الـ" توك توك " لن يظل هو وسيلة التنقل كما يؤكد صاحب الفكرة، فتزايد عدد المبدعين وتطلع الكثير من القرى إلى زيارة " توك توك السعادة" لها، دفعهم جديًا للبحث عن بديل أسرع وأقدر على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المبدعين، بل وتحقيق الحلم بالوصول إلى كل محافظات الصعيد.
فكرة "توك توك السعادة" لم تجد طريقًا مفروشاً بالورود فى بداية الأمر، بل كان الطريق مليئاً بالأشواك والعثرات، والسخرية والتهكم من جانب الأهالى، حتى تحول الأمر إلى احترام وتقدير للعمل والجهد المبذول من قبل فريق العمل، بل وتشجيع أبنائهم على التواصل مع صاحب الفكرة.
قال محمد أبو الحمد تكرونى، خريج كلية تربية رياضية، إن "تبنى المبدعين والموهوبين فكرة بدأت معى مبكراً منذ أن كنت طالباً بالكلية، فبلادنا عامرة وزاخرة بالمبدعين فى جميع المجالات، لذلك حرصت بعد تخرجى على استثمار مواهبى فى عمل مفيد للمجتمع المحيط، بدأ بإدخال لعبة الهوكى للصعيد سواء للأولاد أو البنات وكانت لعبة غريبة فى البداية، بعدها بدأت أبحث عن الموهوبين فى المجالات الأخرى".
وأضاف تكرونى: "أثناء ذهابى للقرى المختلفة كنت أجد موهوبين متميزين فى مجالات مختلفة لكن لا يجدون من يتبنى إبداعاتهم، فقررت أن أنمى هذه المواهب قبل أن تندثر وتتلاشى نتيجة التجاهل والإهمال، لكن وجدت صعوبة فى التنقل بين القرى والنجوع، فقررت أن أستعين بـ "توك توك" وتم تجهيزه لوضع المعدات الموسيقية عليه، وإتاحة مساحة للمبدعين لتقديم إبداعاتهم على التوك توك الذى أطلقت عليه "توك توك السعادة".
وتابع: "فى البداية وجدت صعوبة وسخرية من قبل الأهالى لكننى لم أستسلم لليأس أو الإحباط وقررت استكمال رسالتى فى تبنى المواهب والحفاظ على إبداعاتهم، وبعدها بدأ الأمر يتحول من تهكم وسخرية إلى احترام وتقدير للمجهود الذى نبذله، وتطور الأمر بعد ذلك إلى مساندة ودعم من بعض الأهالى، لدرجة أن بعضهم يدعمنا بتقديم جوائز ومكافآت للمبدعين والمتميزين وهو ما يؤدى لتحفيز الأطفال وحثهم على تقديم أفضل ما لديهم".
وأوضح تكرونى، أن هناك ظروفا كثيرة تحول دون مشاركة الأطفال والمبدعين فى الفعاليات التى تنظمها قصور الثقافة فى المدن وعاصمة المحافظة منها الظروف المادية وخوف الأهالى على أبنائهم من الخروج بمفردهم، فضلا عن غياب الدور الحقيقى لمراكز الشباب وبيوت الثقافة داخل القرى والنجوع، وهو ما يؤدى لاندثار الكثير من المواهب مع مرور الزمن.
وأشار تكرونى إلى دعم ومشاركة مع بعض الجمعيات الأهلية على رأسها جمعية التنمية والبيئة بالطود فى نقادة، والتى فتحت أبوابها لاستقبال المبدعين وتنفيذ عدد من الفعاليات بها، لافتاً إلى أن الفترة القادمة سوف تشهد توفير سيارة لتيسير عملية التنقل بين القرى والنجوع وتنفيذ حلم الخروج إلى محافظات مصر المختلفة للبحث عن الموهوبين والمبدعين فى كل مكان.
اقرأ أيضاً: