يجلس أحمد جابر بوجه البشوش عاكفًا على صناعة الأحجار الكريمة وتشكيلها قبل وصولها إلى يد البائع والمشترى، منذ سنة 1986، قائلًا: "بدأتها بالبيع والشراء ثم دخلت مجال التصنيع".
وعن كيفية صناعة الأحجار الكريمة أوضح أحمد: " تمر بعدة مراحل للوصول إلى المنتج النهائي: أولاها: تقطيع الحجر إلى أجزاء حسب المنتج الذي أود تصنيعه، متجهًا إلى سكينة القطع ومعه حجر عقيق صغير يريد صنع خاتم منه بزوايا محددة ومقاسات مدروسة، مضيفًا: " العقيق خامة صلبة تحتاج إلي سكينة تكشيف خشنة لتتساوى أطراف الحجر، وهذا يأخد من ربع إلى نصف ساعة تقريبًا، وبعدها يكون جاهزًا لتشكيله خاتم أو دلاية مثلًا".
"وبعد مرحلة القطع تأتي مرحلة التكشيف، وهي تحديد الحجر للوصول إلى الحجم المراد في صواني معدنية تستخدم فيها الأداة التي تناسب سمك الحجر وطبيعته، ومن ثم تأتي مراحل التنعيم والسنفرة والتلميع".
وأكثر الأحجار التي يعمل على تصنيعها الآن هي العقيق، مبينًا السبب: " ثمنه رخيص، والأحجار الكريمة لا تعد ولا تحصى ونقدر على تصنيعها كافة"، أما عن مصدر الخامات فأفاد: " بتيجي من سيناء ومرسى علم، ومعظم الخامات الآن تأتي من الصين لرخص الثمن، فالكليو قد يكون بـ10جنيه مثلًا، لأنه بيتعرض لمعالجة الألوان التي تؤثر على اللون فقط، و لا تؤثر على طبيعته، أما الأحجار اللي ألوانها طبيعية بتبقي غالية جدًا".
ولفت صانع الأحجار الكريمة إلى أن أغلي الأحجار: الألماظ والزمرد والياقوت والزفير، وأنهم يحتاجون إمكانيات عالية لتصنيعهم، أما أرخصها العقيق، وهو حجر ذا قيمة روحانية عظيمة.
وتابع " المهنة بتستر اللي شغال فيها، والأمر يحتاج إلى إمكانيات كبيرة تناسب الصناعة، فالماكينات الحالية تعبر بدائية وترجع إلى السيتنات، والماكينات الحديثة سعرها غالي جدًا، والتسهيلات فيها صعبة، ونحتاج إلى الدعم بتوفير خامات أكثر، والإهتمام بعملية التنقيب".
أما يحيي محمد، فهو بائع للأحجار الكريمة، وخبير فيها منذ أكثر من 21 سنة، نبه أن الأحجار الطبيعية منها الكريم: وهو المستخرج من باطن الأرض كالألماظ والياقوت والزفير، ومنها نصف الكريم: وهو الجبلي كالمرجان والفيروز والعقيق.
مشيرًا إلى أن غالبية الأحجار الكريمة غالية الثمن كالألماظ ثم الياقوت والأكوامرين والبلوتوباظ والزمرد والزفير والزبرجد والفيروز والأماتست.
وعن كيفية التأكد من أن الحجر المُشترَى طبيعي يقول: " لابد أن يتم شراؤه من مصدر موثوق ومعروف، والحصول على فاتورة تثبت أنه طبيعي، إضافة إلى أن المشترى يقدر يكشف عليه ويتأكد منه باستخدام جهاز كشف الأحجار الكريمة، والألماظ له جهاز مستقل موضحًا كيف يتم الكشف عنه عمليًا خلال الفيديو.
لافتًا الإقبال بالنسبة للمصريين بيكون أكثر على الفيروز والمرجان، والأجانب المفضل عندهم هو حجر الياقوت – الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد الألماظ- ثم الفيروز والبلوباظ والتلومالين – الروبي- سواء أكان المنتج في صورة خاتم أو عقد أو دلاية أو أسوارة أو حلق أو سبحة أو عكاز.
والسعر يتم تحديده بناء على القيمة والوزن، فخاتم الفيروز أو الحلق مثلًا بيكون سعره في المتوسط من 500: 600 جنيه، ولو عقد مشغول بالفضة بيكون سعره 4000 جنيه، ولو أسورارة 2000 جنيه.
وارتفعت صادرات مصر من الحلى والأحجار الكريمة خلال الفترة "يناير - يونيو" من العام الحالى بنحو 107% لتسجل ما قيمته 1.707 مليار دولار مقابل 824 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.