الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمرو وحسين


أنا من الجيل الذى كان يرى أن الفن انعكاس للمجتمع والفنان وأدواره تؤكد احترامه لذاته ولنفسه وعائلته، طيلة عمرى وأنا أجري حوارات مع النجوم الكبار واستفسر منهم عن أدوارهم وكيف أنهم برعوا فى أدائها، وكان خيالى الجامح يأخذنى معهم فى حوار عن أسرتهم وكيف يتعامل معهم إذا أجبر على تمثيل مشهد هابط أو لقطة مخلة بالآداب ومهينة للقيم الأسرية،  وكان ردهم يأتينى بأنهم يفكرون ألف مرة ومرة قبل أن يقوموا بمثل هذه اللقطات والأدوار، بل أن فنانا كبيرا أجابنى بأنه يخجل إذا ما جلس أمام ابنته بملابس داخلية، فكيف يظهر أمام الدنيا كلها عارى الإخلاق. 

هذا الحوار زدته بحثا فى جمع مذكرات كبار النجوم وعلى رأسهم الرائع حسين صدقى والذى تحدث كثيرا فى بعض كتاباته التى تركها موروثا ثقافيا واجتماعيا مهما لكل الأجيال سواء الفنية أو غيرها من المواطنين الذين لا يمتهنون  مهنة الفن فيقول صدقى: وقفت أمام الكاميرا وأنا رجلا ناضجا ولم أكن أبحث عن المال فقد كان لدى ما يكفينى وأكثر وما يجعلنى أنتج لى ولغيرى ولكنى احترفت التمثيل  لقناعتى بأهميته وبأنه سلاح صارم ويستكمل قائلا:  الفن مرآة للمجتمع فالفن الهابط لا يعكس إلا صورة لمجتمع أخلاقه معيبة وسلوكه شائن.

ويمضى حسين صدقى فيقول كل أدواري كنت أبتعد فيها قدر الإمكان عن الوقوع فى الزلل والتزمت بمعيار أخلاقى يجعلنى لا أخجل من أبنائى ولا أبرر لهم ما فعلته، فقد كنت أرى أبنائي أمامى فى كل لقطة وكل مشهد وكيف أننى قدوتهم التى يفخرون بها ويطمحون بأن يكونوا مثلها.

ويختتم الأصيل حسين صدقى كلامه فيقول ورغم كل ما حرصت عليه من التزام وسمو أخلاقى فى الدورى كلها وكونها رسالة تظهر الأخطاء لتقويمها وتبرز الإيجابيات لتعميمها رغم كل هذا إلا أننى أوصيت أبنائي بحرق كل رصيدى الفنى لأننى قد يأتى يوما ويقول الناس عنى ما لم يحب أبنائى وأحفادى، وربما أنا شخصيا إذا كنت حيا أن أسمعه وأعرفه.

حديث حسين صدقى دفعنى لأقارن بينه وبين ما يقوم به المطرب عمرو دياب وكيف لرجل اقترب من الستين أو تخطاها وله من الأبناء فتيان وفتاة وكلهم فى سن الشباب كيف له أن يسمح لنفسه ولكونه قدوة أن يصنع ما صنعه بنفسه من الظهور فى أغان مع من يقول إنها زوجته وهى شبه عارية ويحملها على ظهره ويجرى بها.

بغض النظر عن كونه مطربا وهى ممثلة وهذا الوضع طبيعى فى هذا الكارير كما يسمونه ولكن يستوقفنى ماتركه عمرو من آثار أخلاقية ونظم مجتمعية من هذه السلوكيات، وهل فكر فى أسرته وردة فعلها عندما ترى هرم البيت وهو بهذه الحالة غير المرحب بها من كافة فئات المجتمع؟ وأيضا هل يستطيع أن يحاور ابنته أو ابنه ويقتنعوا برأيه فى شكل أخلاقى أو دينى؟ والأهم هل يملك القدرة أن يوجه أبناءه للصواب والخطأ؟ تراه يستطيع أن يأمر ابنته بارتداء ملابس محتشمة أو بأن لا تصاحب ولا تعرف رجالا؟ والأدهى هل سيملك زمام الأمور عندما تفاجئه ابنته بأنها تسير على دربه وتنوى الزواج برجل يقاربه فى العمر، لأنها ترى أبيها قدوتها ورجل أحلامها لا بد أن يكون على شاكلته!! تراه عندما يأتيه ابنيه يسألانه عن الحب والارتباط والمستقبل ستكون نصائحه لهما من النوع الصائب وهل سيقنع ابنيه بعكس مايرونه ويتابعونه من أخبار وكليبات عنه.

زمن حسين صدقى اختلف عن زماننا هذا الذى تربع فيه صاحب الطبطبة وأصبح التريند ليقول للمجتمع كله أن اللى فات مات والآن زمن كل ما هو يندرج تحت بكاء الأخلاق على زمن الأخلاقيات.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط