قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الموراي.. ثعبان البحر الشرس الذي أصبح مستأنسا مع الزمن.. شاهد

ثعبان الموراي
ثعبان الموراي

يتواجد ثعبان الموراي أو "الشاقة" كما يسميه صيادو البحر الأحمر، فى الكهوف وبالقرب من الشعاب ذات الغطاء المرجاني الكثيف.



والموراى هو أكبر ثعابين السمك الموجودة بالبحر الأحمر، وقد يصل طول الواحدة منه إلى الثلاثة أمتار، قصص ورويات يتناقلها أهالي البحر الأحمر عن هذا الكائن البحرى سنعرفها من خلال هذا التقرير.


يقول صالح سليمان الرشندى، أحد أبناء البحر الأحمر ومؤرخ أحداث، إن الروايات تتناقل أنه بالقرب من جزيرة "سيول" التى تقع شمال مدينة الغردقة، كانت تسكن شاقة عملاقة فى الشعاب المحيطة بالجزيرة، وكان يخشاها الصيادون، خصوصا عندما يرمون بشباكهم بالقرب من منطقتها وتقع فيها الأسماك وتنتشر رائحة الدماء، فعلى الفور تتوجه مسرعة إلى مصدر الرائحة حيث الشباك، فتقوم بابتلاع ما يصادفها من أسماك عالقة وتسحبها إلى كهفها ومعها الشباك.


وعندما يأتى الصيادون لتحرير شباكهم من بين فكيها، يدور بينهما صراع يوجهون خلاله الضربات بالعصى كالرماح من فوق مراكبهم الصغيرة، ويروى أن أحد البحارة القدامى رأى بأم عينيه هذه شاقة عملاقة سوداء اللون بالقرب من الجزيرة وهى تطل برأسها خارج الماء ثم تعود، وقد أكد كثير من البحارة هذه الرواية، ومنهم من ذهب بخياله بعيدا وظن أنها ربما تكون "جنية بحر" أو ما شابه.


ويضيف الرشندى: "تكمن خطورة الشاقة فى مهاجمتها للإنسان عند اقترابه من جحرها، أو عند حمله الأسماك والغوص بها، فتنقض على هدفها فى الحال، ويمكن أن تقضم اليد أو الرجل بعضة محكمة، ويقول الصيادون أصحاب الخبرة إنه عند تعرضك للعضة لا تنزع يدك أو رجلك من فمها ولا تتحرك، وانتظر قيامها بفتح فمها، فهى لا تكتفى بالعضة الأولى وتقوم بالعضة الثانية حتى تعدل من قبضتها ولتتمكن من قضم أكبر جزء من اللحم، عندها وفى هذه اللحظة يمكنك إخراج يدك أو رجلك من فمها بسرعة بأقل خسائر".


ويفضل بعض الصيادين أكل الشاقة رغم احتواء جسمها على نسبة من السموم المتراكمة فى لحمها، حيث يقوموا بدعك الجلد بالملح الخشن حتى يتخلصوا من المادة المخاطية واللزجة، ثم يقطع اللحم على هيئة "ترانشات" ويسلق فى الماء ويترك فى الهواء لصباح اليوم التالى، وترص القطع على الشواية أو تشوح على النار "جريل" فتسيل من جنباتها الدهون، وهذا ما يعشقه محبو أكل لحوم الشاقة مثل الريس "سالم راشد الرشندى".


وتابع الرشندى: "مع مرور الوقت أخذ البعض من هذه الثعابين التى تسكن أماكن الغوص فى التآلف مع الغواصين وصارت بينهم علاقة منفعة، يقدمون لهم الطعام والأسماك، ويلتقطون الصور، مع أن ذلك مخالف لنصوص قوانين البيئة ويعاقب عليه القانون الخاص بالمحميات الطبيعية، لأن هذه التصرفات من شأنها تغيير سلوك هذه الحيوانات، فتربط بين قدوم الغواص بقدوم الطعام، فتقترب منه كثيرا لتحصل على الطعام مثل كل مرة، فإن لم تجد معه الطعام قد تهاجمه".


وتتسبب هجمات الموراى فى إصابات خطيرة للإنسان سواء عمدًا أو عن طريق الخطأ، ولتجنب خطرها يجب ألا تضع يدك داخل كهفها بدافع الفضول أو المداعبة، ولا تحمل فى يدك أى أسماك قد تجذبها فسوف تهاجمك من أجل الحصول عليها، وفى حالة التعرض للإصابة يحدث نزيف شديد وبالتالى تكون الأولوية لوقف النزيف وتنظيف الجرح وإزالة بقايا الأسنان، ويفضل عدم تحريك المصاب حتى تستقر حالته كما فى حالة أسماك القرش، وإعطائه مضادا للتيتانوس ومضادا حيويا مناسبا.


وأوضح الرشندى أن "للشاقة حوادث كثيرة مع الصيادين، أذكر منها ما تعرض له أخى الحاج "على سليمان الرشندى" من هجوم مفاجئ من إحداها، عندما كان يقوم بتخليص إحدى سمكات "الحريد" العالقة بالشباك، كانت إحداها مختبأة داخل جحرها تراقب عن قرب وتطل برأسها القريب جدا من سمكة الحريد، لم يدرك الحاج على وجودها، وعندما امتدت يده للسمكة قامت بعضها على الفور وبسرعة فائقة، نتج عنها تهتك فى كفة اليد اليمنى وقطع عدد من أوتار الأصابع، وتم نقلة إلى المستشفى الخاص الوحيد فى الغردقة آن ذاك وهو مستشفى "الصفا"، وكان صاحبه الدكتور "صفاء"، وكان موقعه المبنى المتواجد به سوبر ماركت "خير زمان" الآن، وأجريت لة عملية جراحية ناجحة رغم ضعف الإمكانات الفنية وخبرة الطاقم الطبى المحدودة فى التعامل مع مثل هذه الإصابة الخطرة ولكن الله ستر.


اقرأ أيضًا: