في خضم الانتهاكات التركية المتكررة في المنطقة، وسياسات الرئيس رجب طيب اردوغان الصدامية، تزداد قائمة أعداء تركيا يوما بعد يوم. ففي ظل العلاقات التركية اليونانية المتوترة بشكل حاد، مؤخرا، قررت أبوظبي أن تنضم إلى مصر واليونان وإسرائيل وقبرص اليونانية لمواجهة أنقرة واستفزازتها في مياه البحر المتوسط.
أفادت وسائل الإعلام اليونانية، بأن دولة الإمارات العربية المتحدة سترسل أربع طائرات مقاتلة من طراز إف -16 لإجراء تدريبات مشتركة مع القوات اليونانية في جزيرة كريت في شرق البحر المتوسط، وسط تصاعد حدة التوترات مع تركيا.
وبذلك تصبح الإمارات أحدث دولة تظهر دعمها لليونان، وسط نزاع بحري متواصل مع تركيا.
ووفقا لـ "ذا مونيتور"، ستشارك الطائرة في تدريبات مع الجيش اليوناني في شرق البحر المتوسط وسط تزايد التوترات مع تركيا، التي نشرت سفنا بحرية لمرافقة سفينة استكشاف الهيدروكربونات في المياه اليونانية.
تحدث رئيس الأركان العامة اليوناني، قسطنطينوس فلوروس، مع نظيره الإماراتي، الفريق حمد محمد ثاني الرميثي، يوم الخميس الماضي بشأن التطورات في المنطقة، حسبما ذكرت صحيفة "كاثيميريني" اليونانية.
كما تحدث أيضا وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، مع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، ولم يتسن الحصول على تعليق من المتحدث باسم وزارة الدفاع الإماراتية.
وتزامن هذا الدعم الإماراتي مع إعلان تركيا عن أكبر اكتشاف للغاز الطبيعي على الإطلاق في البحر الأسود، وبعد أسبوع واحد فقط من إعلان الإمارات العربية المتحدة تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ويعد نشر أبو ظبي لطائرات مقاتلة من طراز اف-16 في قاعدة أثينا الجوية "سودا" هو أحدث علامة على تجدد المعارضة الإقليمية لطموحات تركيا في البحر الأبيض المتوسط.
وانضمت إسرائيل، الأسبوع الماضي، إلى مصر وقبرص وفرنسا في الإعراب عن دعم اليونان في النزاع.
وبدا أن تركيا تراجعت في الأصل عن مهمة الاستكشاف، في وقت سابق من هذا العام، بعد اعتراضات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لكنها أرسلت بعد ذلك السفينة "أوروك رايس" ، في 10 أغسطس.
وأرسلت فرنسا الأسبوع الماضي طائرات مقاتلة من طراز "رافال" إلى "قاعدة سودا الجوية" وفرقاطة بحرية إلى شرق البحر المتوسط لإجراء تدريبات إلى جانب البحرية اليونانية في محاولة لردع أنشطة تركيا.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنقرة، الأسبوع الماضي، إلى وقف أبحاثها في المنطقة. ودعا ماكرون إلى فرض عقوبات على تركيا الشهر الماضي بسبب ما وصفه "بانتهاكات" لسيادة قبرص واليونان.
وفي 18 أغسطس، وصلت قاعدة بحرية استكشافية تابعة للبحرية الأمريكية إلى خليج سودا، كجزء من عملية نشر مقررة مسبقًا. وقالت البحرية الأمريكية إن نشر القوات لم يكن ردا على التوترات الإقليمية.
وفي الأسبوع الماضي، اصطدمت فرقاطة تابعة للبحرية اليونانية، ليمنوس، بإحدى السفن البحرية التركية التي كانت ترشد "أوروك رايس".
وقال مصدر بوزارة الدفاع اليونانية لـ "رويترز" إن الحادث كان عابرا لكن أنقرة وصفته بأنه "استفزاز". ولم يؤكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحادث على الفور لكنه قال إنه سيتم دفع "ثمنا باهظا" مقابل أي هجوم على سفينة الاستكشاف التركية.