الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بضع كلمات


يقال والعهدة على الراوى إن رجلاً كان معروفاً عنه التقوى والصلاح عاش ما قدر له العيش بين أهله وعشيرته وفى بلده ووافته المنية فوّدعه الناس بالآهات والدموع والأحزان . 
فى يوم من الأيام جاء كبير البلد وجمع الناس حوله وبكى بكاء حاراً وقال إنه رأى فى نومه وكان على ضوء وخاتم لكلمات الرحمن ورأى شيخنا الطيب فى مكان رفيع من الجنة ولكنه حزين لأن أهل بلدته لم يكرموا مثواه ولم يخلدوا ذكراه كما ينبغى ويصح؛  بكى الجموع وأعربوا عن تقصيرهم وتساءلوا: كيف نكرم مثواه ونحفظ ذكراه وهو بين أيادى الرحمن الآن؟ فأجابهم كبير البلدة بأن نقيم له مقاماً ونتبارك به ونذهب إلى قبره وندعو ونبتهل بأن يشملنا الله بمكانة شيخنا الجليل.. لم يكذب الجميع خبرا وقالوا لكبيرهم افعل ما تريد ونحن مطيعون لك؛ وسعد الكبير أيما سعادة وطالب الناس بالتبرع لبناء مقام للراحل، فتبرع الفقير قبل الغنى ولم يبخل الفقراء بقدر حرص الأغنياء وتم البناء ونقل الجثمان أو الرفات إلى مستقره الجديد وحينها كبر الناس وهللوا بأن جسد الشيخ كما هو لم تأكله الأرض لأنه تقى ورع زاهد عابد حافظ لكتاب الله . أصبح مقام الشيخ ملاذاً لكل من به ضائقة ومخرجاً لكل من سدت أمامه أبواب الأمل. 

وتوافد الناس من كل صوب وحدب يشكون لمولانا ويطلبون باسمه وبمكانته النجاة والصبر والامل .. كل فترة يدخل كبير البلد صاحب اقتراح إقامة مقام للولى الصالح يدخل مقترحات واجبة النفاذ لأنه رأى رؤية بذلك وأهل البلدة ينفذون فورا وبدون جدال أو نقاش وكأن على رؤوسهم الطير لدرجة أن أصبح لصاحب المقام مولد تقام فيه الاحتفالات والأفراح ويقوم فيه البائعون بإقامة شوادرهم ويأخذ منهم صاحب الفكرة المقابل لذلك . وأكثر من ذلك بأن أصبح التداوى من الأمراض والنجاح فى العمل والحصول على الوظائف يتم ببركة مولانا وبتبريكات يصنعها صاحب فكرة إقامة المقام على شمل أحجبة ورقيات وغيرها من الطرق التى يتهافت عليها أصحاب العقول الطيبة من أهل البلاد والعباد.. وفى يوم صحت البلدة على صراخ وعويل.

 فقد انهار السد وجرف كل ما هو أمامه بما فيه مقام مولانا.. أهل القرية كان حزنهم على اقتلاع المقام أكبر من حزنهم على تدمير بلدتهم وضياع مستقبلهم فقد كانوا يبكون دما لأنهم أصبحوا بلا بركة وبأن من كان يبارك المكان بروحه التقية لم يصبح كائناً وبأنهم أصبحوا عالقين فى أحبال الضياع والهوان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط