قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هية كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الرسول - صلى الله عليه وسلم- أعطى نموذجًا إنسانيًا ساميًا للتعايش مع الآخر في ظل الاضطهاد والتعذيب.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك» أن النبي- صلى الله عليه وسلم- لم يعاملهم بالمثل، بل قابل السيئة بالحسنة,، حيث تمسك بأخلاقه الرفيعة في معاملة أهل مكة من المشركين، وهو الذي وصفه الله- تعالى- بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4].
وتابع عض هيئة كبار العلماء أن أهل مكة كانوا - رغم تكذيبهم واضطهادهم له- يأتمنونه على أشيائهم الثمينة والنفيسة، وقد تجلى صدق المعاملة والأمانة حين أمر -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة من مكة إلى المدينة فترك وراءه سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-ليرد الأمانات إلى أهلها.
وأضاف المفتي السابق: " ليكون مثالا فريدا في حفظ الأمانات والحرص على تأديتها لأهلها رغم عداوتهم واضطهادهم له, مصداقا لقوله –تعالى-: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) [المائدة:8].
ونبه أن المعاملة الحسنى في مواجهة الإساءة, تجعل العدو صديقا, وتكون بابا من أبواب الدعوة إلى الإسلام بين غير المسلمين, كما قال الله -عز وجل-: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصِّلت:34].
شاهد المزيد: دروس من الهجرة النبوية.. علي جمعة يكشف كيف زرعت الحب والإيثار بين صحابة رسول الله؟
Advertisements