تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بتذكار تجلي السيد المسيح على جبل طابور، وهو أحد الأعياد السيدية الصغرى، وفيه أخذ السيد المسيح أخذ الرب تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد إلى جبل طابور ليصلى.
وحسب كتاب السنكسار الذى يذكر كافة الأعياد والمناسبات التى تحتفل بها الكنيسة يوميا، أنه عندما كان يصلى السيد المسيح صارت هيئة وجهه متغيرة وملابسه بيضاء لامعة، وإذا رجلان يتكلمان معه هما موسى وإيليا، اللذان ظهرا بمجد وتكلموا عن خروجه الذي كان عتيدًا أن يُكمله في أورشليم.
أقرأ أيضا ..
ويضيف أن هذا المشهد جعل بطرس يقول ليسوع يا رب جيد أن نكون ههنا، فإن شئت نصنع هنا ثلاث مظال لك واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة. وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظَلَّلَتْهُمْ وصوت من السحابة قائلًا "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا" وهى الآية الموجودة في الكتاب المقدس.
ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدًا، فجاء يسوع ولمسهم وقال قوموا لا تخافوا، فرفعوا أعينهم ولم يروا أحدًا إلا يسوع وحده."، ويوضح كتاب السنكسار أن السيد المسيح بتجليه هذا أراد أن يظهر لنا مجده في ملكوته السمائي.
ولما جاء موسى وإيليا كانا يكلمانه عن خروجه المزمع أن يكمله في أورشليم، أي عن صلبه الذي أكمل به الفداء والخلاص، فالصلب لم يبارح
عيني الرب في لحظات تجليه، ولمجيء موسى وإيليا معان كثيرة فموسى يمثل الناموس وإيليا يمثل الأنبياء، موسى يمثل المتزوجين وإيليا يمثل البتوليين، موسى يمثل الذين رقدوا وإيليا يمثل الأحياء.
كما أن كلاهما صام أربعين يومًا، كما أن السيد المسيح صام أربعين يومًا وهكذا اجتمع الصوامون على جبل التجلي، وقد أخذ الرب تلاميذه الثلاثة لكي يكونوا شهود عيان على هذه الحادثة، وبعد انتهاء التجلي وفيما هم نازلون من الجبل أوصى الرب تلاميذه أن لا يحدثوا أحدًا بما أبصروا إلا بعد أن يقوم من بين الأموات.