تُحدد دار الإفتاء المصرية، غدًا الأربعاء، موعد شهر محرم وبدايةالسنة الهجرية الجديدةلعام 1442هـ، بعد غروب شمس غدٍ الموافق 29 ذي الحجة 1441هـ، والتاسع عشر من أغسطس الجاري 2020م.
وأوضحت «الإفتاء» أنها ستعلن بداية العام الهجري الجديد، وما إذا كان الخميس هو المتمم لشهر ذي الحجة الهجري أم غرة شهر المحرم لعام 1442هـ، وذلك عن طريق استطلاع ورؤية الهلال، والذي يتم من خلال لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية.
وأضافت أنه سيتم إعلان نتيجة رؤية هلال شهر المحرم، عبر صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مؤكدة على أنها المنوطة بإعلان نتيجة رؤية الهلال.
وأوضحت الإفتاء، أنه سيتم إعلان نتيجة الرؤية الشرعية على صفحة الفيس بوك بعد المغرب، مؤكدة أن دخول الشهر يثبت كغيره من الشهور العربية القمرية برؤية الهلال، ويُسْتَطْلَع بغروب شمس يوم التاسع والعشرين من الشهر الهجري.
ونبهت على أن الاعتماد على الرؤية البصرية هو الأصل شرعًا، مع الاستئناس بالحساب الفلكي، إذ المختار للفتوى أن الحساب الفلكي يَنْفي ولا يُثْبِت، فيؤخذ به في نفي إمكانية طلوع الهلال ولا عبرة بدعوى الرؤية على خلافه، ولا يعتمد عليه في الإثبات، حيث يؤخذ في إثبات طلوع الهلال بالرؤية البصرية عندما لا يمنعه الحساب الفلكي.
وأوضحت: «إذا نفى الحساب إمكان الرؤية فإنه لا تُقْبَل شهادة الشهود على رؤيته بحال، لأن الواقع الذي أثبته العلم الفلكي القطعي يُكَذِّبهم، وفي هذا جَمْعٌ بين الأخذ بالرؤية البصرية وبين الأخذ بالعلوم الصحيحة سواء التجريبية أو العقلية، وكلاهما أمرنا الشرع بالعمل به، وهو ما اتفقت عليه قرارات المجامع الفقهية الإسلامية».
موعد العام الهجري الجديد
وتشير الحسابات الفلكية إلى أن غرة العام الهجرى الجديد ورأس السنة الهجرية يوافق الخميس 20 أغسطس الجارى،ويولد هلال شهر المحرم مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة الرابعة والدقيقة 42 فجراً بتوقيت القاهرة المحلى غداً الأربعاء 29 من ذى الحجة 1441هـ «يوم الرؤية».
وكشف المعهد القومى للبحوث الفلكية، عن أن الهلال الجديد يبقى في سماء مكة المكرمة لمدة 35 دقيقة، وفي القاهرة لمدة 37 دقيقة بعد غروب شمس ذلك اليوم «يوم الرؤية»، وفى باقي محافظات جمهورية مصر العربية يبقى الهلال الجديد في سمائها لمدد تتراوح بين «35 – 38 دقيقة».
أما في العواصم والمدن العربية والإسلامية فيبقى الهلال الجديد بعد غروب الشمس لمدد تتراوح بين «20- 42 دقيقة»، وبذلك تكون غــرة شهر المحرم 1442هـ فلكياً يوم الخميس 20 أغسطس الجارى.
الصيام في شهر المحرم
ثبت في السنة النبوية أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوصى بالصيام في هذا الشهر، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ».
ويعد المُحَرَّم الشهر الأول من السنة القمرية أو التقويم الهجري، وكان اسمه في الجاهلية مُؤْتَمِر أو المُؤْتَمِر، في حين كان يطلق اسم المُحَرَّم في الجاهلية على شهر رَجَب.
وسمي المُحَرَّم بذلك لكونه شهرًا محرّمًا، فهو أحد الأشهر الحُرُم الأربعة، وهي التي لا يستحلّ فيها المسلمون القتال، قال الله تعالى فيها: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ» (سورة التوبة: 36).
وقال الحافظ السيوطي: سُئلت لِمَ خصَّ المُحَرَّم بقولهم شهر الله دون سائر الشهور، مع أن فيها ما يساويه في الفضل أو يزيد عليه كرمضان، ووجدت ما يُجاب به، بأن هذا الاسم إسلامي دون سائر الشهور، فإن اسمها كلَّها على ما كانت عليه في الجاهلية، وكان اسم المُحَرَّم في الجاهلية صفر الأول، والذي بعده صفر الثاني، فلما جاء الإسلام سمَّاه الله المحرم، فأضيف إلى الله تعالى بهذا الاعتبار.
ونقل ابن الجوزي أن الشهور كلَّها لها أسماء في الجاهلية غير هذه الأسماء الإسلامية، قال: فاسم المُحرم بائق، وصفر نفيل، وربيع الأول طليق، وربيع الآخر ناجز، وجمادى الأولى أسلح، وجمادى الآخر أفتح، ورجب أحلك، وشعبان كسع، ورمضان زاهر، وشوال بط، وذو القعدة حق، وذو الحجة نعيش.