بدأت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، تدريباتهما الصيفية السنوية المشتركة بصورة أقل حجما وسط جائحة فيروس كورونا المستجد، حسبما أعلن مسؤولون في سول.
وذكرت وكالة أنباء (يونهاب) الكورية الجنوبية أن تدريب موقف القيادة المشتركة المحاكي بالكمبيوتر، والذي سيستمر حتى 28 أغسطس الجاري، هو أول تدريب رئيسي بين البلدين هذا العام حيث تم إلغاء تمرين الربيع السنوي بسبب جائحة كوفيد-19.
وقال المسؤولون في كوريا الجنوبية إنه من المقرر أن يركز الجزء الأول من التدريب والذي يستمر حتى السبت المقبل، على كيفية الدفاع عن الجنوب ضد غزو كوريا الشمالية، أما الجزء الثاني المقرر خلال الفترة من 24-28 أغسطس، فسيركز على سيناريو شن هجوم مضاد ردا على ذلك.
وقبيل التدريب، عقد الجانبان تدريبا لموظفي إدارة الأزمات لمدة أربعة أيام خلال الأسبوع الماضي.
وكان من المقرر أن تبدأ التدريبات أمس الأول، لكن تم تأجيلها بعد أن ثبتت إصابة ضابط بالجيش الكوري الجنوبي كان من المفترض أن يشارك في التمرين بفيروس كورونا.
وقال ضابط بالجيش: "كل أفراد الخدمة الذين كانوا على اتصال وثيق بالضابط ثبتت إصابتهم بالفيروس. لقد كنا نراقب عن كثب وضع كوفيد-19 وننفذ خطط حجر صحي أكثر صرامة لضمان سلامة المشاركين".
وفي كوريا الجنوبية، ارتفعت الحالات الجديدة في الأيام الأخيرة، معظمها في العاصمة سول والمناطق المحيطة بها، لتصل إلى أعلى مستوى لها في خمسة أشهر.
وأشار الضابط إلى أن الجانبين قررا أيضا تخطي برامج التدريب الليلي بسبب مخاوف الفيروس وسيكون التدريب الصيفي أصغر حجما مقارنة بالتدريبات السابقة، حيث لم تتمكن القوات الأمريكية اللازمة للبرنامج من الحضور إلى كوريا الجنوبية في ظل القيود المتعلقة بفيروس كورونا.
وحيث أن التدريبات ستبدأ بصورة معدلة، فإن سول وواشنطن لن تتمكنا من إجراء تدريبات القدرة التشغيلية الكاملة المخطط لها لاستعادة كوريا الجنوبية لحق إدارة العمليات في وقت الحرب لقواتها من الولايات المتحدة.
ونظرًا لأن تدريبات القدرة التشغيلية الكاملة هي إحدى الخطوات الحاسمة للتحقق مما إذا كانت سول في طريقها للوفاء بشروط انتقال حق قيادة العمليات في وقت الحرب، فمن المحتمل ألا يتم النقل المتصور في ظل إدارة الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن الحالية، التي ستنتهي مدتها في مايو 2022.
ولم يتم تحديد موعد نهائي لتحقيق ذلك، لأنه يعتمد على الظروف وليس على أساس الوقت، على الرغم من أن الكثيرين يرون أن الجانبين يتطلعان إلى عام 2022 باعتباره التاريخ المستهدف.
جدير بالذكر أن بيونج يانج ظلت دوما تنتقد التدريبات المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتصفها بأنها بروفة لغزو الشمال.
وفي يونيو، زاد النظام الكوري الشمالي من حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية بشكل كبير من خلال تفجير مبنى مكتب الاتصال بين الكوريتين في بلدة كيسونج الحدودية والتهديد بالقيام بعمليات عسكرية ضد الجنوب.
لكنه علق تلك الخطط بناء على تعليمات الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، ومنذ ذلك الحين لم يتخذ النظام الشمالي أية خطوات استفزازية كبيرة.
في الوقت الحالي، تجري كوريا الشمالية أيضا تدريبات عسكرية صيفية، لكن على نطاق أصغر حيث تركز السلطات على جهود الحجر الصحي ضد فيروس كورونا المستجد وكذلك أعمال معالجة الأضرار الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة مؤخرا.
ولم تعلق كوريا الشمالية رسميا على التدريبات المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة هذا العام، على الرغم من أن بعض مواقع الدعاية في البلاد طالبت بوقفها مع التحذير من الحرب.