المعديات النيلية بدمياط من أخطر الكوارث التى تهدد أرواح المواطنين، فهى منتشرة بشكل كبير في محافظة دمياط، خاصة بين القرى وبعضها البعض، أو بين مدينتى دمياط وراس البر وعزبة البرج وراس البر.
يفضلها المواطنون كوسيلة انتقال أحيانا وأحيانا أخرى كوسيلة للتنزه في الأعياد والإجازات ويومى الخميس والجمعة، وذلك لأن أجرة المعدية زهيدة ومتاحة للأسر الدمياطية البسيطة.
اقرأ أيضا:
ويتهاون أصحاب المعديات النيلية مع أرواح المواطنين ويقومون بتحميل المركب النيلة أكثر من حمولتها المسموح بها حفاظا على الأرواح، من أجل الحصول على ربح مضاعف، حيث يقومون برفع أعداد المركب أضعاف العدد المصرح به ووسط ضجيج الأغاني الشعبية التي تنطلق من سماعات المركب النيلي، يتفرغ قائد المركب لجمع الأجرة، انتظارا لوصولهم لمحطة الوصول من دمياط لرأس البر.
ومع بداية جامحة كورونا، تم منع مراكب النيلية الخاصة بالتنزه خوفا من التجمعات وانتشار الفيروس بين الموطنين، وسمح بالإبقاء على المراكب النيلية الخاصة بنقل الركاب من مكان لآخر، وهى تختلف عن مراكب التنزه، حيث الأغانى الشعبية والأعداد الكبيرة من قبل الركاب.
ويشتكى البعض من عدم وجود رقابة من جانب الجهات الرقابية المعنية بالمراكب النيلية، فهذا أعطى فرصة لأصحاب المراكب باستغلال عدم وجود رقابة ومضاعفة حمولة المركب وتعريض الأرواح للخطر والغرق في أى وقت.
يقول محمد عاطف، موظف، إن أصحاب المعديات كل ما يشغلهم هو جمع أكبر عدد من الركاب وزيادة الأجرة، وهو ما ينذر بكارثة، وبالفعل هناك الكثير من الحوادث وقعت على مدار السنوات الاخيرة ولولا العناية الإلهية كان تعرض الكثيرون للغرق.
وأضاف أن المراكب النيلية والمعديات اعتادت الحمولات الهائلة من المواطنين، خاصة ما يحدث في المعديات الواصلة بين دمياط ورأس البر وبالعكس، حيث يقف شباب وصغار سن على أطراف المركب ويتمازحون فيما بينهم، مما يعد أمرا خطيرا، علاوة على ما يقوم به بعض الشباب عبر هذه المعديات من بعض الأفعال المخالفة للقانون منها تعاطي المخدرات وخلافه.
وأكدت إيناس السيد أنها تسكنبرأس البر وتضطر لاستخدام المركب نظرا لرخص الأجرة بالمقارنة بأجرة الميكروباص، ولكن خطرها الدائم جعلها تفضل ركوب المكروباصات، مشيرة إلى أن المعديات أصبحت غير آمنة بسبب الحمولة الزائدة، وكذلك استهتار الشباب وأنهم اعتادوا أن يتمازحوا على المعدية وغيرها من التصرفات غير اللائقة.
وقال رضوان السعيد إنه حاول مرارا الترخيص لتشغيل أتوبيس نهري نظرا للروتين والتعقيدات التي يفرضها عدد من الجهات، من بينها النقل النهري ومجالس المدن، مشيرا إلى أن هذه التعقيدات دفعت عددا من أصحاب المراكب النهرية والمعديات للعمل بدون ترخيص.
وأكد أن قائدي هذه المعديات هم صبية لا تتعدى أعمارهم الستة عشر عاما، وهو ما يهدد أرواح الركاب بالخطر، نتيجة لتهور هؤلاء الصبية وزيادة حمولتهم سعيا وراء المكسب المادي .
وأوضح أن ما يزيد على 90% من هذه المعديات متهالكة وانتهى عمرها الافتراضي منذ سنوات طويلة وتخلو من أبسط وسائل الأمان.
من جانبه، أكد اللواء عماد حمدى، رئيس مدينة رأس البر، أن دور المجلس يقتصر على التفتيش على تعريفة الركوب والحمولة مع إخطار قسم المسطحات في حالة وجود مخالفات، مشيرا إلى أن النقل النهري هو المسئول الأول عن الترخيص لهذه المعديات، مشددا على استمرار الحملات على المراكب النيلية ومراكب النزهة والمعديات، خاصة خلال فترة الصيف التي تشهد زحاما.
وقال إن المجلس يقوم بشكل دائم بالتفتيش على تلك المراكب بالتنسيق مع المسطحات المائية، ومنذ جائحة كورونا تم وقف المراكب النيلية المخصصة للتنزه منعا للازدحام والتجمعات وفي إطار الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها المحافظة لمواجهة فيروس كورونا.