قالالدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-دفع شرا مستطيرا كان سيقع على قريش قبل البعثة.
اِقرأ أيضًا
وأوضح «جمعة»، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"،أنمن مظاهر تعاونه –صلى الله عليه وسلم- مع قومه قبل البعثة مساعدته إياهم في حقن دمائهم، ورفع التنازع بينهم، ودفع شرا مستطيرا كان سيحيق بهم، وذلك: أنه في السنة الخامسة والثلاثين بنت قريش الكعبة وتقاسمتها أرباعا، فلما انتهوا إلى موضع الحجر الأسود تنازعت القبائل أي منهم يضعه موضعه حتى كادوا يقتتلون.
وتابع: ثم اتفقوا على أن يحكموا أول داخل عليهم من بني هاشم، فكان –صلى الله عليه وسلم- هو أول داخل، فقالوا: هذا محمد، هذا الصادق الأمين، رضينا به، فحكموه، فبسط رداءهووضع الحجر فيه، وأمر أربعة من رؤساء القبائل الأربع أن يأخذوا بأرباع الثوب، فرفعوه إلى موضعه، فتناوله –صلى الله عليه وسلم- بيده المباركة، فوضعه في موضعه (سيرة ابن إسحاق).
وأشار إلى أنه على مستوى أسرته صلى الله عليه وسلم نراه يرد الجميل لعمه أبي طالب الذي رباه، فيأخذ منه عليا رضي الله عنه ليربيه، حين أصيبت قريش بأزمة اقتصادية شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال.، منوهًا بأن بتلك الأمثلة وغيرها ينبغي على المسلمين أن يقتدوا في تعاملهم مع الآخر، حيث يضعون نصب أعينهم هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع غير المسلمين.
وأضاف: وحرصه على التمسك بالأخلاق والمبادئ الإسلامية القويمة التي تحث على الوفاء والصدق والأمانة، فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف في مكة قبل البعثة بأنه الصادق الأمين; ولم يعرف عنه أبدا أنه خان أمانة أو نقض عهدا أو كذب يوما. وهذا ما أدركته السيدة خديجة رضي الله عنها حين واسته بقولها: أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ، (البخاري 6/173).
ولفت إلى أن نموذج التعايش في مكة مع الآخر قبل البعثة - وكان المقام فيه : «مقام التعايش والوفاء والتعاون على البر والخير»، يدفع المسلمين الذين يعيشون في مثل تلك الظروف-في أي زمان أو مكان- إلى التمسك بعقيدتهم وعدم التفريط في ثوابت وأصول الإسلام مع الالتزام بمكارم الأخلاق التي تؤسس وترسخ تلك العلاقة مع الآخر بما يضمن السلم والاستقرار الاجتماعي, ويكشف عن حقيقة الإسلام وسماحته أمام العالمين.