بلاد الذهب أنها محافظة أسوان التى تمتلك الكثير من الثروات الطبيعية التيتتفرد بها عاصمة الشباب والثقافة والإقتصاد بالقارة السمراء وتمثل كنوزا دوارة تعود بالنفع على أهاليالمحافظة.
وهنا نلقى الضوء على أبرز الثروات والذى يتمثل فى البلح الأسوانى حيث تعد عاصمة الإقتصاد هى ثانى أكبر محافظة بعد الوادى الجديد فى إنتاج التمور، وتمتلك نحو 2 مليون نخلة وتشتهر أسوان عن الوادى الجديد بإنتاج التمور الجافة في حين تشتهر الوادى الجديد بإنتاج التمور الرطبة، ويأتي البلح في المركز الثاني بعد قصب السكر في إنتاجيته بمحافظة أسوان، لتكون دائمًا رائدة لإنتاج البلح فى العالم العربى.
وتمثل ال٢ مليون نخلة بأسوان نحو 14 % من إجمالى أشجار النخيل المنزرع فى مصر حيث يعتبر البلح فى مقدمة المحاصيل المنزرعة بأسوان بعد قصب السكر، كما تحتل التمور الأسوانية مكانة مميزة فى قائمة الأصناف الجافة من البلح.
واقرأ أيضًا:
وخلال الأيام الحالية يتم تدريجيًا حصد محصول البلح حيث تبدأ فى شهر يوليو للبلح الرطب، وفى شهر سبتمبر للتمور الجافة، وتعد قرية بهريف بمركز أسوان من أشهر القرى المنتجة للتمور بأسوان، ويعتبر محصول البلح هو الدخل القومى والرئيسى للأهالى.
وقال أحد أهالى القرية من المزارعين بها وهو عامر حسن إن أشجار أو نخيل البلح من الأشجار المعمرة ويمتد عمرها لمدة تتراوح ما بين 150 إلى 200 عام، وخلال كل هذه السنوات لا يتوقف عطاءه وثماره من البلح بشرط الإهتمام والعناية ورعاية النخيل.
وأضاف بأن زراعة النخيل وخدمته وحصاده تحتاج لعمالة كثيفة وتدر ربح وفير للعاملين بها، وأن من يقوم بتلقيح النخلة أو تطريح ذكر النخل "أي تسلخ السباطة من النخلة الذكر ويوضع جزء منها في النخلة الأنثى"، يتقاضى مبالغ مالية عن النخلة الواحدة ومن يقوم بتقليم النخيل أي قطع السعف الأصفر والجاف وإزالة الأشواك يبلغ يتقاضى هو الآخر مبلغ مالى عن النخلة الواحدة وفي المتوسط يقوم بتقليم 10 نخلات في اليوم.
وأشار إلى أن هناك قطاع النخل والذى يأتى دوره فى موسم الحصاد حيث يتقاضى مبلغ أعلى، ويعمل خلفه على الأرض ما يقرب من 10 أشخاص لجمع البلح وقطعه ووضعه في أقفاص تمهيدًا لنقله للمناشر، كما أن هذه الزراعة وخدمتها تغنى الكثير عن البحث عن عمل حكومي بشرط إجادتها وإتقانها .
وفى نفس السياق أوضح المهندس الزراعى مجدى محمد بأنه بعد جمع البلح يتم نقله للمناشر للتجفيف حيث يتم فرد البلح على مصاطب تحت أشعة الشمس الحارقة لمدة 15 يومًا على الأقل حتى يشمع وينشف، وبعد ذلك يتم تنقيته وفرزه طبقا للحجم والنوع ثم يعبأ في شكاير بلاستيك كعازل وتوضع هذه الشكاير في أجولة من الكتان وذلك لحفظ البلح من الرطوبة.
وتابع بأنه بعد ذلك تأتى عملية التبخير لحفظ البلح من التسوس حيث أن عملية التبخير تتم مرتين فى العام الأولى في شهر نوفمبر والثانية في شهر فبراير، وأن عملية الحصاد وخدمة ورعاية النخيل تستمر طوال العام، بجانب عملية زراعة فسايل النخيل الجديدة فى حضن الأمهات حيث توضع الفسايل أسفل النخلة الأم لتتغذى منها حتى تثبت وتقوى جذورها وتعتمد على نفسها فتنقل لموضع أخر.
فيما قال نصر نجار - مزارع إن أسوان بها عدد كبير من أنواع البلح الذي يدخل مع الخشاف والياميش والمشمش والتين ويختلف طلب الزبون حسب رغبته في نوع البلحة فهناك من يطلب البلحة المسكرة أى ذات نسبة سكر عالية والبعض يطلب بلحة ناشف يتم كسرها بالأسنان وآخر يطلب بلحة بها لحم كثيف.
وعن أفضل أنواع البلح يقول هناك البلح السكوتى وهى بلحة مسكرة وقوية ومتماسكة ولا يصيبها السوس وهناك القنديلة ثقيلة ومخروطية الشكل وبها لحم كثيف من أعلى ورفيعة من أسفل ، والملكابى عليها طلب كثير وملحمة وتوضع في الحليب.
أما عن طريقة تجفيف البلح الأسوانى يقول تتم بعد جنى المحصول حيث تبدأ عملية التجفيف بنشر البلح بمكان جاف في الهواء وفرزه تحت الشمس ويتم تقلبيه بين الحين والآخر لحين جفافه ويوضع بعد ذلك في أجولة من الخيش جيدة التهوية لكى لا يتعرض للترطيب وهنا أوجه نصيحة للذين يقومون بشراء البلح ونقله إلى الوجه البحرى بوضعه في مكان جيد التهوية في البلكونة على سبيل المثال لكى لا يُرطب ولكى يحتفظ بجودته.
وويوضح أن طريقة تجفيف البلح بعد قطع التمر من النخل بوضعه على الأرض الرملية لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر لتجفيفه ثم يتم تجميعه في أجولة ووضع أنواع من الحبوب وسط الأجولة منعا لتلف البلح الذي يمكن تخزينه من 5 إلى 10 سنوات ويصعب ذلك في محافظات الوجه البحرى التي تعانى من الرطوبة والتى تؤدى إلى تلف البلح وتختلف أسعار البلح من عام لآخر.
وعن الحرف اليدوية والصناعات التي تقوم على زراعة النخيل فإن زراعة النخيل ومخلفاته تقوم عليها عدة حرف يدوية مثل غزل الحبال الليف وصناعة الأثاث من جريد النخيل بعد تجفيفه وأيضًا صناعة الكارينة المستخدمة فى تنجيد الكراسي والصالونات وغيرها.