الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرب العالمية الثالثة والصراع في الفضاء


اعتمد ترامب موازنة وزارة الدفاع لعام 2020 ومن بين بنودها إنشاء هيئة عسكرية جديدة للفضاء تحمل اسم قوة الفضاء الامريكية وتعد هذه القوة العسكرية الأولى التي يتم انشاؤها في البلاد منذ أكثر من 70 عامًا، وتندرج ضمن القوات الجوية الأمريكية، وقد وصف ترامب في قاعدة عسكرية قرب واشنطن، الفضاء باعتباره أحدث ساحة للحرب في العالم.

وأضاف ترامب: "في ظل التهديدات الخطيرة للأمن القومي الأمريكي، أصبح التفوق في مجال الفضاء مسألة حيوية للغاية"، "نحن رواد، لكننا لسنا روادا بشكل كاف، وفي القريب العاجل سنصبح سباقين"، "أن قوة الفضاء ستساعد في ردع العدوان والسيطرة على الفضاء". ووقع ترامب على ميزانية الجيش الأمريكي السنوية وتقدر قيمتها بـ 738 مليار دولار .

وسيتم تمويل إنشاء قوة الفضاء مبدئيا بـ 40 مليون دولار خلال عامها الأول. " واكد ان قوة الفضاء " لا تتضمن إرسال جنود إلى الفضاء ولكن حماية الممتلكات الأمريكية كمئات الأقمار الصناعية المستخدمة في الاتصالات والمراقبة".

ويأتي هذا في وقت يرى فيه القادة العسكريون الأمريكيون، الصين وروسيا تحرزان تقدمًا في تحديد جبهات عسكرية جديدة. وقال نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، إن الدولتين لديهما أشعة ليزر محمولة جواً صواريخ مضادة للأقمار الصناعية، وتحتاج الولايات المتحدة لقوة لردعها، "تغير الفضاء بشكل جذري خلال السنوات الأخيرة فبعد أن كان سلميا أصبح مكتظا وعدائيا".

 هذا وتستكمل قوة الفضاء العمل الذي بدأ فى قيادة قوة الفضاء التي أُنشئت في أغسطس 2019 للتعامل مع العمليات الفضائية للجيش الأمريكي. وقالت قائدة القوات الجوية، باربرا باريت، إن قوة الفضاء ستضم 16 ألفا من أفراد القوات الجوية والموظفين المدنيين.  من ناحبة اخرى فى نهاية 2019 قال بوتين، إن التوسع الأمريكي في الفضاء يهدد المصالح الروسية ويتطلب ردا من موسكو، " القيادة العسكرية والسياسية الأمريكية تعد الفضاء ساحة عسكرية وتخطط للقيام بعمليات هناك".

 

هذا وقد حذر أحد الخبراء من أن المملكة المتحدة قد تكون في خطر إذا اندلعت حرب فضائية شاملة، لما تقوم به روسيا والصين من تصعيد لسباق التسلح. واعتبر هذا الطريق السريع للحرب العالمية الثالثة وفق التصور البيريطانى . اختبر بوتين مؤخرًا سلاحًا مضادًا للأقمار الصناعية في الفضاء، مما أثار قلقا كبيرا من بريطانيا، بينما حذر وزير الدفاع بن والاس البريطانى من أن الصين تبني "أسلحة فضائية هجومية". قال الدكتور دان بليش، الخبير في أسلحة الدمار الشامل بجامعة SOAS في لندن، إن خطر اندلاع حرب شاملة في المدار بين الولايات المتحدة وروسيا والصين - أكبر قوى فضائية في العالم - يتزايد بسرعة. وصار واضحا ان هناك منافسة غير المنضبطة في التكنولوجيا العالية بين القوى الكبرى. هذا وقد أدانت بريطانيا والولايات المتحدة بشدة الكرملين لإطلاقه سلاحًا مضادًا للأقمار الصناعية من قمرها الصناعي Cosmos 2543  . ووصف نائب المارشال الجوي هارفي سميث، رئيس مديرية الفضاء بوزارة الدفاع البريطانيه، الإطلاق بأنه "مقلق".

وقال إن حطام الاقمار وحدها "يمكن أن يشكل تهديدًا للأقمار الصناعية" التي يعتمد عليها المجتمع الدولي.

 

 

 

 

 وقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال رسالته السنوية أمام الجمعية الفيدرالية، اليوم الخميس 1 مارس 2020، عن اعتماد القوات المسلحة الروسية أكثر من 300 نموذج جديد من المعدات العسكرية منذ عام 2012. وقال بوتين إن تجهيز القوات المسلحة الروسية بالأسلحة الحديثة ازداد 3.7 مرات. إذ تم اعتماد أكثر من 300 نموذج جديد من المعدات العسكرية، بينها 80 صاروخا بالستيا جديدا و102 صاروخ بالستي للغواصات و3 غواصات استراتيجية من مشروع "بوري".

وأضاف بوتين أن روسيا تصنع منظومات أسلحة استراتيجية غير بالستية، تعجز منظومات الدفاع الجوي عن اعتراضها. واستكمل قائلا: "بدأنا بتطوير أنواع جديدة من الأسلحة الاستراتيجية، التي لا تستخدم مسار الصواريخ البالستية عندما تتحرك نحو الهدف. وبالتالي فإن منظومات الدفاع الصاروخي لا تنفع أمامها".

علمًا بأنه فى 2017 نجاح اختبار إطلاق صاروخ مجنح يعمل على الطاقة النووية،  مشيرا إلى أن هذا الاختبار يعد

نقلة نوعية إلى صنع أسلحة جديدة: منظومات الأسلحة النووية الاستراتيجية المجهزة بصواريخ تعمل على الطاقة النووية. وأعلن بوتين ايضا خلال رسالته السنوية إلى الجمعية الفيدرالية عن بدء المرحلة النشطة لاختبارات منظومة الصواريخ الجديدة العابرة للقارات "سارمات"، قائلا: "بدأنا بتطوير جيل جديد من الصواريخ. وقد باشرت وزارة الدفاع، في الوقت الحالي، بالاشتراك مع الشركات العاملة في مجال صناعة الصواريخ والفضاء، بالمرحلة النشطة من اختبارات منظومة الصواريخ الجديدة، المجهزة بصاروخ ثقيل عابر للقارات، وأطلق عليه اسم "سارمات".

وأشار إلى أن المنظومة الجديدة ستحل محل منظومة "فويفودا". وأضاف أن منظومات الدفاع الجوي ستكون عاجزة أمام هذه الصواريخ. كما يمكن تجهيز هذه الصواريخ برؤوس نووية. وتملك "سارمات" قدرات تدميرية أكثر من "فويفود"، التي تعتبر صواريخها حاليا أقوى صواريخ بالستية عابرة للقارات في العالم. كما اعلن عن إنشاء روسيا لمركبة مسيرة قادرة على الغوص إلى أعماق كبيرة، ذات مدى غير محدود. واضاف "من المعروف أن العالم يعمل اليوم على تصميم وإنشاء أنظمة أسلحة مسيرة. أستطيع القول إن روسيا صنعت مركبة مائية مسيرة قادرة على الغوص إلى أعماق كبيرة. وأود أن أقول إلى أعماق كبيرة جدا، على المدى العابر للقارات. وتفوق سرعتها سرعة الغواصات والطوربيدات الحديثة وجميع أنواع السفن، حتى أسرعها". وقال، أن روسيا طورت منظومة صاروخية جديدة أسرع من الصوت، تحمل اسم "كينجال".، "تم اعتماد المنظومة في ديسمبر  2019 في مطارات الدائرة العسكرية الجنوبية. وتم البدء فى بإنتاج منظومة الصواريخ "افانغارد". وصرح بوتين: "تتميز هذه المنظومة عن الأنواع الحالية من الأسلحة بقدرتها على التحليق في الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي على المدى العابر للقارات، كما أنها أسرع من الصوت أكثر من 20 مرة". وأشار بوتين إلى تحقيق نتائج هامة في تطوير أسلحة الليزر. وأكد ان منظومات  الليزر قد اعتمدت من قبل الجيش فى 2019.

 

يجب فهم أن من أهم طموحات الصين في أن تصبح "قوة عظمى في الفضاء الجوي" من أجل هذا اعتدت الإستراتيجية العسكرية المسماة : "الارتفاعات القيادية الجديدة في المنافسة الاستراتيجية". في السابق كانت الأقمار الصناعية الأمريكية تعكس قدرة عسكرية لا مثيل لها .  اكتشف الصنيين نقطة ضعف أمريكية خطيرة. ونقطة الضعف الامريكية هى و عدم جود دعم فضائي موثوق لنظام C4ISR العالمية والضربة الدقيقة لهذا طور الامريكان قوة فضاء خاصه. فى قول اخر،

قام الامريكان خلق نظام للسيطرة على الفوضى وبالتالى السيطرة على النتيجة: C4ISR هو أساس كل مهمة.. تم تطوير الحلول التي توفر صورة واضحة لما يحدث حول العالم - والبنية التحتية للعمل على ذلك في الوقت الفعلي.

وبالتالى التعرف على كيفية قيام حلول القيادة والتحكم والاتصالات وأجهزة الكمبيوتر والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (C4ISR) لدينا بتبسيط المعقد - تحويل البيانات إلى معرفة. والمعرفة في العمل. هذا فى اطار فهم فهم هيمنة المعلومات، ونوعية ساحة المعركة، وما يتميز به القرار، وفى سياق الخبرة الظرفية يمكن لتقنيات C4ISR من إنجاز

مجموعة متنوعة من المهام في الجو، على سطح البحر، تحت السطح، في الفضاء وعلى الأرض. 1- من ناحية القيادة والتحكم، يحصل المشغلون على ميزة القرار من أنظمة القيادة والتحكم التي تسمح بالتخطيط المتوازي - وليس

التسلسلي - وقدرات اتخاذ القرار. تعمل هذه الأنظمة على تعزيز الوعي بالأوضاع واستباق الخصوم في البيئات التشغيلية المتسارعة. 2- المخابرات والمراقبة والاستطلاع، عبر الجو والأرض والبحر والفضاء، تقوم الآلاف من أجهزة الاستشعار على متن المنصات العسكرية المأهولة وغير المأهولة بجمع كميات هائلة من البيانات. تعمل أنظمة ISR هذه على جمع ومعالجة وتحليل ودمج ونشر المعلومات الأكثر أهمية للمهمة. 3- نظام مستقبل الاتصالات، تتطلب هيمنة المعلومات شبكات واتصالات آمنة ومرنة وقابلة للتكيف. من خلال الاستفادة من تكنولوجيا الراديو المتطور عبر الأقمار

الصناعية واللاسلكية والتكتيكية، نضمن أن القوات قادرة على مشاركة المعلومات وتلقيها بأمان. 4- دمج المعلومات وتحليلات البيانات: وتعتبر سرعة تشكيلة من أكبر التحديات المتعلقة بالبيانات الضخمة في ساحة المعركة. تدعم الانظمة ميزة اتخاذ القرار من خلال أداء الارتباط المتقدم والاندماج والتحليل عبر مجالات ومستويات تصنيف متعددة.

5- تخليق الحلول الإلكترونية، تعمل الحلول الإلكترونية المتطورة على حماية الشبكات والأنظمة بشكل شامل من التهديدات المستمرة المتقدمة - كل ذلك مع المساعدة في البقاء في صدارة هجوم الخصم التالي. الحرب الإلكترونية وهيمنة الطيف الترددي: من خلال آليات الوعي والمراقبة والحماية والحرمان يتم صناعة مفاتيح السيطرة على الطيف الكهرومغناطيسي. ويتم التقدم في مجال الضوئيات والحوسبة المتقدمة والتعلم الآلي تقنيات متقدمة تساعد في إعاقة التهديدات الكهرومغناطيسية وتفوقها. فى قول محدد، الاعداء اشداء وهناك  للتأقلم حيث اضحت بيئات التهديد معقدة بشكل متزايد. الجيل الخامس C4ISR هو نظام إدارة معركة مشترك يمكنه جمع البيانات وفهمها والتواصل بحرية مع كل مكوناته.

 

وقد دفع هذا الاعتراف الصنيين إلى تطوير مجموعة من أسلحة مثل العديد من هجمات الحرب الإلكترونية أو الإلكترونية، يمكن أن تظل قابلة للإنكار بشكل معقول في أزمة أو نزاع. لكن جيش التحرير الشعبي الصيني (PLA) يعمل أيضًا على تطوير قدرات القتل الحركي للصعود المباشر والمداري المشترك والتي يمكن أن تكون ضارة بشكل مباشر. وتشمل هذه الصواريخ DN-2 ASAT ، الذي أظهر اختباره في عام 2013 لأول مرة قدرة محتملة على استهداف الأقمار الصناعية

الأمريكية في مدار متزامن مع الأرض، وصاروخ اعتراض منتصف المسار DN-3 الضرب للقتل، الذي تم اختباره بنجاح مؤخرًا في فبراير 2018. في الوقت نفسه، تعمل الصين أيضًا على توسيع بنيتها الخاصة لأنظمة الفضاء بسرعة، مما سيزيد من قدراتها العسكرية. في عام 2018، أجرت الصين 25 عملية إطلاق قياسية بنجاح. تسير الصين على المسار الصحيح لإنشاء "نظام عالمي لاستشعار الأرض عن بعد يعمل على مدار 24 ساعة في جميع الأحوال الجوية" بحلول عام 2020، بما في ذلك الأقمار الصناعية مع حمولات EO و، SAR     ELINT بيدو ان الصيني لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ، يتوسع من القدرة الاقليمية إلى نظام ذي امتداد عالمي. حتى أن الصين أطلقت أول قمر صناعي في العالم وتخطط لإطلاقه الأبراج من الأقمار الصناعية الدقيقة والنانوية في السنوات القادمة من أجل توسيع البنية التحتية للاتصالات الكمومية - وربما تمهد الطريق لـ "إنترنت كمي" في المستقبل.


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط