قال نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين، مطران المنوفية، إن الملاك قال للسيدة العذراء مريم "وأنت أيضا يجوز في نفسك سيف" (لو 2: 35)، وهذه عبارة تلخص كل آلام العذراء فهى تربت يتيمة وعاشت بالهيكل بدون أسرة ورغم أن هذا اختيار إلهى لها أن تكون والدة الإله الابن الذى جاء لخلاص العالم وهذه كرامة عظيمة جدا لها لكن مؤلم لها.
وأضاف مطران المنوفية - في كلمة له بعنوان "العذراء المتألمة" - أن الآلام توالت عليها إذ اختبرت أن تكون مخطوبة لرجل يكبرها بعشرات السنين ورغم أنه كان رجلا بارا إلا أنه شك حين عرف أنها حبلي بعد أن عادت من خدمة اليصابات ثلاث شهور وأراد تخليتها سرا (مت 1: 19) ولكن ملاك الله ظهر له في حلم وليس رؤية وعرفه أن الذى حبل به فيها هو من الروح القدس، وظل اليهود ينظرون إليها وإلى ابنها الحبيب نظرة سلبية ولكنها تحملت في صمت دون أى كلمة وتوالت الآلام إذا اختفى من أمامها يسوع وهو طفل ابن 12 سنة ليجلس مع المعلمين في الهيكل وعاتبته بأدب شديد، وقالت كنت وأبوك معذبين ولكن يسوع قال لها "أنه ينبغى أم اكون ما لأبي" (لو 2 :49).
اقرأ أيضا:
وأكد أنه حين بلغ السيد المسيح الثلاثين عاما خرج ولم يعد إذ بدأ خدمته الجهارية وسط الناس وتعرض لإهانات عديدة من اليهود حتى انتهى الأمر بصليبيه والعار الذى وضع فيه لأنه مكتوب "ملعون كل من علق على خشبة" (غل 3 : 13).
وأشار إلى أنه ما أقسى الألم الذى شعرت به العذراء وهى واقفة تحت الصليب من معايرة وازدراء اليهود وقسوة الرومان في التعامل مع المسيح وأمه العذراء، ولكن القيامة داوت كل هذه الآلام والمجد أعاد الكرامة مضاعفة لها وظهوراته لها وللتلاميذ أثلجت صدرها ولكن سرعان ما صعد وتركها ولكن حلول الروح القدس مع التلاميذ كانت تعزية كبيرة وهكذا الألم هو طريق المجد.
وبدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في السابع من أغسطس الجاري صوم السيدة العذراء مريم والذي يستمر لمدة 15 يومًا، حيث يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية وأساقفة المجمع المقدس والآباء الكهنة الصلوات والقداسات بمختلف الكنائس القبطية في مصر وبلاد المهجر، وفقا للشروط المتبعة للوقاية من فيروس كورونا.