قدم اسامة صالح الباحث الاثري بجنوب سيناء والحاصل علي شهادة دولية من اليابان في تطوير مناطق التراث العالمي، روشتة لتطوير سانت كاترين خاصة بعد توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس الوزراء بتطوير المدينة المقدسة كمزار ديني عالمي ذكر بالقران الكريم.
وقال صالح إن سانت كاترين هى مدينة ضاربة بجذورها فى عمق التاريخ حيث كانت جزءا من بلاد الطور القديمة ، ومنذ بدايات القرن الثانى الميلادى بدأت جماعات الرهبان من مصر وبلاد الشام فى اللجوء الى جبالها طلبا للعزلة ومتلمسين نفس المناطق التى لجأ اليها نبى الله موسى عند دخوله وخروجه من مصر حيث كانت سانت كاترين هى المكان الذى شهد مناجاة نبى الله موسي لربه ، كما كانت المكان الوحيد الذى تجلى فيه المولى عز وجل لنبى من انبيائه ومسرحا رئيسيا لأحداث نبى الله موسى مع بنى اسرائيل .. وعلى خلفية تلك القداسة لهذه البقعة المباركة مشيرا إلي جماعات الرهبان توافدت من كل حدب وصوب ، وفى القرن الرابع.
واشار صالح الي تلك المنطقة اصبحت مقصدا للحجاج والرحالة المسيحيين لاسيما بعد أن أصدر الامبراطور قسطنطين مرسوم ميلان عام 313م والذى اعترف فيه بالمسيحية دينا رسميا فى سائر أنحاء الامبراطورية البيزنطية .
واضاف صالح عن تسمية المدينة بهذا الاسم فمن المعروف أن المدينة ظلت تعرف منذ نشأتها بطور سيناء وأطلق هذا المسمى على الدير نفسه الذى بنى فى القرن السادس الميلادى وكان منذ نشأته يعرف بدير طور سيناء ،
وتدلنا على ذلك المكاتبات التى كانت تصدر من رهبان الدير أنفسهم فى صورة التماسات وشكايات للحكام والمسئولين وكانت تنص صراحة على مسمى " دير طور سيناء" ولم ترد فيها أى إشارة إلى مسمى "دير سانت كاترين" الذى أطلق فى إحدى الفترات التاريخية على الدير ثم أصبح إسمًا للمدينة نفسها ، وأغلب الظن أن هذه التسمية تم إطلاقها على الدير من قبل الرحالة وزوار الدير من الأجانب فى فترة الحروب الصليبية(1099- 1270م) ووجود الصليبيين فى سيناء ، حيث كان بالدير كتيبة من الفرسان تعرف باسم " كتيبة السينائيين لحماية الدير وتركوا توقيعاتهم على جدران الدير المختلفة ولا يزال الدير يحتفظ بهذه الكتابات والنقوش على جدرانه حتى اليوم وفى تلك الفترة نقلت ثلاث أصابع من رفات القديسة (ذوروثيا ) - والتى لقبها جنود الحملات الصليبية بكاترين ( أى المتوجة بإكليل من الورد )- إلى أوروبا ثم أعيدت لتوضع مع بقية رفات القديسة فى الصندوق المحفوظ بنهاية مذبح الكنيسة، وتبع ذلك انتشار قصة القديسة كاترين بشكل كبير فى سائر أنحاء أوروباو.
وتابع إنه في القرن الرابع عشر الميلادى ورد أول ذكر لمسمى دير سانت كاترين على الخرائط التى أعدها المؤرخ البندقى مارينو دى سانتو عن سيناء ، وكانت هى المرة الاولى التى يظهر فيها اسم سانت كاترين فى المحررات الرسمية والوثائق ، واليوم أصبح سانت كاترين هو المسمى الرسمى للدير وللمدينة بشكل عام .
وفى عام 2002م تم ادراج دير سانت كاترين ومنطقة جبل موسى على قائمة التراث العالمى بمنظمة اليونسكو وكان ذلك تأكيدا على أهمية المنطقة بما تحتويه من تراث ثقافى وطبيعى .
واوضح صالح بعض المشكلات التى تواجه المنطقة باعتبارها منطقة تراث عالمى هو تعدد جهات الولاية على الأراضى بالمدينة مما يؤدى الى حدوث نوع من التداخل والتخبط فى القرارت وهو مايؤدى الى تعطيل تنفيذ خطط التطوير المقترحة.
وللتغلب على هذا المشكلة يمكن تشكيل لجنة عليا لادارة المنطقة التراثية تضم فى عضويتها ممثلين عن كافة الأجهزة المعنية .
كذلك لابد من تطوير كامل لعملية الزيارة المتجهه الى دير سانت كاترين ويشمل ذلك تجهيز ساحة كبيرة لانتظار الاتوبيسات السياحية بديلا عن الموجودة حاليا والملاصقة للمواقع الاثرية وما تمثله من خطورة على الموقع ذاته ، ويصاحب ذلك رفع كفاءة المرافق وتوفير الخدمات للزوار وتغطية المنطقة بشبكة واى فاى مجانية ، مع التأكيد على ضرورة أن يعيش السائح الحياة الطبيعية البدوية بكل مفرداتها وهو ما يعرف ب living heritage .
وهناك العديد من الأمور التى يجب اخذها فى الاعتبار مثل القضاء على ظاهرة التزاحم داخل ممرات الدير الضيقة ولهذه المشكلة العديد من الحلول .
بالإضافة ضرورة العمل على احياء الطرق التاريخية القديمة بالمدينة مثل طريق وادى اسلا وطريق وادى حبران ، وادراج تلك الطرق ضمن البرامج السياحية الخاصة بزيارة المدينة لاسيما وأنها طرق كانت على درجة كبيرة من الأهمية ولاتزال تضم اثارا شاهدة على تاريخها .
اقرا ايضا :