- تركيا تتجاهل تحذيرات دولية بشأن عملياتها فى البحر الأبيض.. وتحرك عاجل من اليونان

- اتفاق القاهرة مع أثينا يغضب أنقرة.. ويدفعها للتهور مجددًا

- بعد مزاعم وزير خارجيتها.. الاتحاد الأوروبي يوجه صفعة لـحكومة أردوغان

- تقارير: ميركل حالت دون وقوع صدام عسكري بين تركيا واليونان

جولة جديدة من التصعيد والإنذار بنشوب حرب بين اليونان وتركيا، بعدما بادرت الأخيرة باستفزاز الأولى، وواصت عمليات تنقيبها عن الغاز والوقود الأحفوري تحت البحر المتوسط في منطقة تتبع الجرف القاري لليونان، متجاهلة بذلك الإنذارات والتحذيرات الدولية من مغبة تجاوز الخطوط الحمراء مع أثينا، وفق ما ذكرت صحف متفرقة.

لكن التحذيرات الدولية والفرنسية منها على وجه الخصوص تاهت مع هبوب أولى رياح المتوسط، إذ يبدو إن الذاكرة التي يعيش بها النظام التركي ورئيسه رجب طيب أردوغان، سرعان ما تنسى وعودها، وتبادر لإستفزاز الغير، مدفوعة بمنطق حرص الآخرين على عدم الدخول في حالة حرب مدمرة، لايفغل الجميع عن نتائجها أيًا كان الطرف المنتصر.

منطق البلطجي التركي

ورغم التحذيرات اليونانية المتكررة على مدار أشهر لتركيا إلا أن الأخيرة، لا تعبأ وتواصل التعامل بمنطق البلطجي الذي يرمي ببلواه على الغير حتى يحصل على أي مكسب.

واليوم طالبت اليونان صراحة بتدخل أوروبي حاسم لوقف الاعتداءات التركية، ودعت لاجتماع عاجل لحلف الناتو.

وبدأت أنقرة التصعيد، بعدما أعلنت ، اليوم الثلاثاء، أنها ستقوم بعمليات مسح شرق المتوسط، في تجاهل وتعنت واضحين للتحذيرات الدولية.

وأوضح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن تركيا ستجري عملياتها في شرق البحر المتوسط من خلال ترخيص مناطق جديدة بحلول نهاية أغسطس.

استياء تركي كبير من الاتفاق المصري- اليوناني

وأعرب أوغلو، اليوم الثلاثاء، عن استياء بلاده الكبير من الاتفاق المصري- اليوناني؛ بحسب شبكة "سكاي نيوز".

وردا على ذلك، دعت اليونان إلى عقد اجتماع أوروبي عاجل على وقع العمليات التركية شرقي المتوسط.

رفض يوناني

عبرت اليونان عن رفضها لكل التحركات التركية المستهجنة في مياه البحر المتوسط، والتجاوز التركي لمناطق نفوذها البحري، داعية حلف الناتو إلى التدخل، لوقف تركيا عن حدها.

وصرح وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، في معرض تعليقه على الاعتداءات التركية بأن بلاده لن تقبل بسياسة الأمر الواقع في البحر المتوسط والتي تحاول تركيا فرضها.

وأضاف دندياس أن بلاده لن ترضخ للضغوط وعليها سحب سفينة التنقيب من المنطقة.

وأشار وزير الخارجية اليوناني إلى إن تركيا أثبتت أنها تفضل سياسة الزوارق الحربية على الحوار الصادق.

مع استمرار استفزازات تركيا في شرق البحر المتوسط، دعا ألكسيس تسيبراس، زعيم المعارضة اليونانية، إلى منع سفينة "عروج ريس" التركية للمسح الزلزالي من دخول منطقة الجرف اليوناني بجنوب جزيرة "كاستيلوريزو" وطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي لمناقشة التوترات المتصاعدة في المنطقة.

تدخل محتمل للقوات المسلحة اليونانية

وفي تصريحات نشرت بعد مكالمة مع رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، اليوم الثلاثاء ، قال إن القوات المسلحة اليونانية تعرف كيفية منع السفن التركية من الحفر داخل الجرف القاري لليونان لأنها فعلت ذلك من قبل في حادث مماثل في أكتوبر 2018.

وقال تسيبراس، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن الطريقة التي يتم بها أنشطة التنقيب التركية غير القانونية يجب أن تتوقف"، مضيفا أن هذه الطريقة معروفة للقوات المسلحة اليونانية منذ أكتوبر 2018، عندما أوقفت محاولات تركيا، معربا عن ثقته الكاملة في الجيش اليوناني.

وأضاف تسيبراس أيضا إنه طلب من ميتسوتاكيس بالتوقف عن تسريب الحجج التي لا أساس لها" ، مثل أن الأنشطة الاستكشافية للسفينة التركية تم إعاقتها بطريقة أو بأخرى أو حتى أصبحت مستحيلة بسبب الضوضاء التي تسببت بها السفن العديدة التي تبحر في المنطقة.

وتابع أنه "ما يقلقنا ليس الأنشطة الاستكشافية التي تقوم بها عروج، ولكن أنها تنتهك الحقوق السيادية لوطننا الأم".

موقف أوروبي أولي داعم لليونان

وساندت أوروبا اليونان، حيث أعرب الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، عن تضامنه الكامل مع قبرص واليونان في ظل التوتر مع تركيا.

إدانة قبرصية

أعربت قبرص اليوم الثلاثاء، عن إدانتها الكبيرة لأعمال المسح التركية في شرق البحر المتوسط.

اعتبر وزير الخارجية القبرصي، نيكوس خريستودوليديس، أعمال المسح التركية "انتهاك خطير لحقوق قبرص واليونان".

وقال خريستودوليديس إن تركيا أدارت ظهرها لفرص الحوار، اختارت مجددا الأعمال الأحادية وغير القانونية.

اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان

وفي وقت سابق، وقع سامح شكري وزير الخارجية، اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان، من الجانب المصري، ووقع من الجانب اليوناني وزير الخارجية نيكوس دندياس.

وقال شكري، خلال اللقاء الذي جمعه مع نظيره اليوناني وأعقبه مؤتمر صحفي، إنه تم التوصل للاتفاق بعد سلسلة من المباحثات ويتفق مع قانون البحار واتفاقيات الأمم المتحدة.

وشدد شكري أن هناك تنسيقا حول مختلف المواقف الإقليمية محل الاهتمام المتبادل، لافتا أن الاتفاق يتيح الاستفادة من الثروات في المناطق الاقتصادية الخالصة بين البلدين.

وأوضح شكري أن البلدين يجابهان التصرفات الداعمة للإرهاب، والتصرفات التي تتنافى مع قواعد القانون الدولي.

صدام عسكري.

والشهر الماضي، أفادت تقرير إعلامية أن تركيا واليونان كانتا على وشك الدخول في صدام عسكري.

وقالت صحيفة "بيلد" إن "البوارج كانت في طريقها (للمعركة)، والطائرات الحربية كانت تحلق في الجو، قبل أن يأتي الإنقاذ من ألمانيا".

وحاليًا، تضعت اليونان جيشها، على أهبة الاستعداد بعد الاستفزاز التركي، وهو ما يهدد بامكانية الحرب، مالم تتدخل أوروبا وأمريكا بحسم في المسألة.