تعرف جامعة الدول العربية بـ "أم العرب"، باعتبارها كيانا يضم 22 دولة عربية، ولا شك أن الجامعة تظل العنوان الوحيد لفكرة العروبة، بما تُمثله من تجسيد حقيقي للرابطة الحضارية والوجدانية للشعوب والبلدان العربية والوقوف جووار الدول فى أزماتها، وهذا ما أكده فى وقت سابق الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
في هذا السياق، لم تكن زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية العاجلة إلى بيروت اليوم زيادة عادية، بل "خطوة طبيعية ومهمة" من منطلق دور الجامعة العربية فى حل أزمات الدول وبحث الإمكانيات المتاحة، لتقديمها لبيروت المتضرر الذى عانى الأمرين قبل وبعد انفجار المرفأ الذى خلف وراءه قتلى ومصابين وأضرار مادية جسيمة تقدر بملايين الدولارات، فضلًا عن تعرضها لأسوأ أزمة اقتصادية فى تاريجها وما زاد أيضا بتداعيات جائحة فيروس كورونا.
وفور وصول أبو الغيط لأرض لبنان أفصح عن رسائله الداعمة للبنان بعبارة خففت من وطأة التوتر والخوف داخل صدور اللبنانين قال فيها "الجامعة العربية تحت إمرة لبنان"، مؤكدًا أن التضامن هو الإنقاذ للبنان والمطلوب وقفة لبنانية لمواجهة هذا الوضع.
وتعهد الأمين العام لجامعة الدول العربية بنقل مطالب لبنان بشأن المساعدات إلى المجتمع الدولي وتقديم الدعم بكل الإمكانيات المتاحة، في إطار الجهود الرامية لتخفيف الأزمة الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت الهائل.
وأشار أبو الغيط، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة اللبنانية بيروت داخل قصر بعبدا الجمهوري عقب مباحثات أجراها مع الرئيس اللبناني ميشال عون، إلى عزمه طرح اقتراح لدعم لبنان على جامعة الدول العربية، مؤكدا أن الوضع "صعب ومعقد".
وأعرب عن استعداده لتقديم المساعدة في التحقيقات بشأن الانفجار الذي أودى بحياة 154 شخصا، وأصاب الآلاف، وتسبب بخسائر مادية فادحة.
تفاؤل كبير
وقال أبو الغيط إن هناك إحساسا عربيا كبيرا وقويا للغاية بالتضامن مع لبنان في محنت، موضحًا أن هناك استعداد للمساعدة والدعم من قبل الجامعة العربية، في ضوء ما هو متاح لدينا من قدرات معنوية كبيرة على الحشد العربي لصالح لبنان"، مشددا على أنه يستشعر حالة من الرضا الكبير لردة الفعل العربية المساندة للبنان، ومسارعة الدول العربية إلى تقديم الاحتياجات والمواد الطبية والإغاثية اللازمة للبنان.
وتابع: "جئت للوقوف على طلبات واحتياجات لبنان في المرحلة الراهنة لنقلها إلى المجتمعين العربي والدولي والأمم المتحدة، وسأشارك في الاجتماع الدولي التي دعت فرنسا لعقده لدعم لبنان، حيث سأتحدث فيه عن التعبير عن الدعم المطلق للبنان، كما أنني سأنقل إلى الدول العربية ووزراء الخارجية العرب تقريرا كاملا عن مشاهداتي خلال الزيارة إلى لبنان، ونحن في جامعة الدول العربية ننتوي أن نطرح بندا جديدا على جدول أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي سينعقد قريبا للدعم المستمر والمطلق للبنان".