الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إثيوبيا والقرن الأفريقي.. خطة عشرية للهيمنة على المنطقة وتكامل اقتصادي مرهون بقوة بحرية تحميه

صدى البلد

تضع إثيوبيا منذ وقت طويل منطقة القرن الأفريقي نصب عينيها وتعتبرها ساحة أمامية للنفوذ، واحدى مناطق التوسع الدبلوماسي في المستقبل، وقد ترسخت هذه الرؤية بعد وصول رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، إلى الحكم.


وقال وزير الخارجية الإثيوبي، جيدو أندارجاشيو، خلال اجتماع تشاوري لمناقشة العلاقات الخارجية الإثيوبية، إن تعزيز التعاون الثنائي القائم مع الدول المجاورة وضمان السلام المستدام في جميع أنحاء المنطقة من بين الأهداف الرئيسية في خطة التنمية لمدة عشر سنوات لإثيوبيا فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية.


ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية عن أندر جاشيو قوله إن بلاده ستعمل بنشاط لتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي من خلال بذل جهود من أجل السلام والاستقرار المستدامين في القرن الأفريقي وأضاف أن السلام المستدام والازدهار المشترك لا يمكن تحقيقهما على الإطلاق بدون وجود علاقات أخوية بين الدول المجاورة ، مضيفًا أن إثيوبيا ستواصل جهودها لتعزيز روح التعاون في المنطقة في خطتها الممتدة لعقد.



وتابع وزير الخارجية الإثيوبي أن تحسين الشراكة الشاملة مع السودان وكينيا إلى مستوى أعلى هو أحد مكونات الخطة، مشيرًا إلى أن إثيوبيا ستواصل دورها الرامي إلى تحقيق السلام المستدام في الصومال وجنوب السودان.


وقال: "بما أن عدم الاستقرار القائم في المنطقة يؤثر على مسار إثيوبيا نحو الازدهار بشكل مباشر وغير مباشر، فقد أولت الخطة أهمية قصوى لضمان السلام والأمن في هذه البلدان". بحسب قوله.


وتعمل إثيوبيا، بحسب وزير الخارجية، على تعزيز شراكتها مع إريتريا من خلال إضفاء الطابع المؤسسي على علاقات البلدين على أساس التعاون المتبادل، وستكون الدبلوماسية العامة هي المهمة الأساسية الأخرى خلال السنوات المقبلة، مع التركيز بشكل خاص على ضمان حقوق الإثيوبيين الذين يعيشون في الخارج .



واستطرد جيدو أن جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر وزيادة وجهات السوق لتصدير المنتجات وتعزيز مشاركة المغتربين في مساعي التنمية الوطنية هي المجالات الرئيسية في الساحة الاقتصادية.



وعندما وصل رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، إلى سدة الحكم في أبريل 2018، كشف عن خطته التي تضمنت ضرورة أن تكون لإثيوبيا قوات بحرية، على الرغم من أن ليس لها حدود بحرية حاليا. وبعد ذلك، بدأت وزارة الدفاع العمل على إعادة تأسيس البحرية الإثيوبية.


ويقول موقع "ippmedia"  إن رغبة إثيوبيا في بناء قوات بحرية تنبع من الرؤية الاستراتيجية لآبي أحمد، والتي تقوم على تأسيس تكامل اقتصادي لمنطقة القرن الأفريقي. وأضاف أن التكامل الاقتصادي يفترض أن يكون هدفه النهائي تكاملا سياسيا يشرف على إمكانية الوصول إلى البحر وإنشاء بحرية قادرة على حماية القرن الأفريقي.


ولفت "آي بي بي ميديا" إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي يريد لإثيوبيا أن تصبح منافسا تجاريا دوليا مؤثرا؛ ولذلك ستحتاج إثيوبيا إلى حماية طرق تجارتها في السنوات المقبلة، وهو أمر يتطلب استعراضا بحريًا للقوة. 


وستلعب البحرية الإثيوبية المستقبلية دورًا أيضًا في التكامل الاقتصادي والسياسي الإقليمي في القرن الأفريقي، وهو هدف استراتيجي رئيسي لرئيس الوزراء، كما أن إنشاء قوة بحرية للجيش الإثيوبي سيساعد على إقناع المستثمرين بأن منطقة القرن بيئة آمنة للاستثمار تضمنها قوة بحرية قادرة على حمايتها.


وقال مسؤول عسكري إثيوبي إن هناك قلقا من أديس أبابا حيال الرغبة  المتنامية للعديد من البلدان لبناء قواعد بحرية في الصومال وجيبوتي وإريتريا، مؤكدا على ضرورة أن تبني إثيوبيا التي تقع على بعد مسافة 60 كيلومترا من الساحل اسطولا بحريا.