أكد محمد مصطفى، الخبير في الشؤون التركية، ومدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، أنه لا يستبعد تورط المخابرات التركية في تفجيرات مرفأ بيروت التي وقعت أمس الثلاثاء، مشيرا إلى أن أنقرة تتبع نفس النهج الذي تستخدمه الميليشيات الإرهابية في العراق، بغرض الفوز بجزء من الكعكة ومحاولة ملء فراغ الانسحاب الأمريكي من المنطقة وكذلك إزاحة الجانب الإيراني من المعادلة.
وشدد مصطفى في تصريحات خاصة ل صدى البلد على أن تركيا المستفيد الأكبر من تفجيرات مخازن نترات الأمونيا بمرفأ بيروت، وبضوء أخضر أمريكي لملء تدريجي للفراغ الناجم عن اخراج إيران بعد تحييد حليفها حزب الله في لبنان.
وذكر الخبير في الشأن التركي أن أمريكا بحاجة إلى قوة عسكرية، متمثلة في القوات التركية، والتي ليست مختلفة كثيرا عن النسيج اللبناني، ومن خلال تحالف مع السنة في الشمال اللبناني من جانب، وكذلك من خلال حشد ميليشيات سنية إرهابية من داخل وخارج لبنان.
وأوضح مصطفى أن أنقرة تقوم الآن بإعادة توجيه العناصر الإرهابية في سوريا إلى لبنان، وهي نفس الخطة التي يتم تنفيذها في العراق.
وأضاف أن تركيا دائما ما تستبق تنفيذ خططها بإرسال مساعدات وعناصر تابعة للوكالة التركية "تيكا" والهلال الأحمر التركي، وهي تمثل طلائع المخابرات التركية التي تقوم بتنفيذ الأعمال القذرة والتفجيرات التخريبية، وهو نفس ما يحدث بالعراق.
ولفت مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أن سفينة تركية كانت متوجهة إلى ليبيا، وقيل إنها تحمل مساعدات إنسانية وثبت أنها تحمل شحنة أسلحة.
وسرد الكاتب الصحفي محمد مصطفى تصوره لكيفية تنفيذ هجوم مرفأ لبنان، حيث قال إن تركيا زرعت عناصر إرهابية في بيروت ساندتها ميليشيات إرهابية سنية موجودة في لبنان، قامت بالعملية وبمساعدة وتسليح المخابرات التركية، نافيا أن تكون القاعدة من قام بالعملية وان من يقول ذلك يحاول تشتيت الانتباه عن تركيا.
وقال مصطفى أن الوكيل الذي نفذ العملية نسق مع الجانب الإسرائيلي، لالتقاء الأهداف والمصلحة، بمعنى توافق كامل مع إسرائيل لإحلال تركيا مكان إيران في لبنان، وإن كانت وسيلة التفجير غير واضحة سواء زرع متفجرات، أو صاروخ من غواصة.
وتابع أن تركيا غضبت من ميشيل عون بسبب ذكره أن لبنان عانى تحت نير الاحتلال العثماني، وهناك تيار عميل لتركيا داخل لبنان ومنهم وزراء، تحركوا وقتها وانتقدوا ميشيل عون ومجدوا في فترة الاحتلال العثماني، إضافة إلى سنة لبنان المتعاطفين مع تركيا تماما.
ونوه مصطفى إلى نفوذ هؤلاء العملاء الذين وصل بهم الحال لمحاكمة الإعلامي نيشان الذي انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرا إلى أن هناك تمهيد سياسي وإنساني أسس له سنة لبنان لدخول الأتراك للبلاد وإحلالهم مكان إيران.
وعبر عن حزنه لوقوع لبنان بين مطرقة إيران وسندان تركيا، مؤكدا أن أحد المواقع التركية بث فيديو بالأمس زعم فيه أن صاروخ اطلق على المرفأ، ملمحا إلى تورط إسرائيل، لإبعاد التهمة عن الأتراك وتوجيه الرأي العام العربي نحو إسرائيل.
وتساءل الخبير في شؤون تركيا أنه يجب أن نبحث عن من له مصلحة لملء الفراغ في لبنان والعراق واليمن عقب إخراج إيران.
وحذر من تلقي مساعدات من تركيا في هذا التوقيت حيث أن كل الشحنات ستكون محملة بالأسلحة تمهيدا للمرحلة القادمة التي ستؤجج فتيلها تركيا ضد حزب الله من عناصر السنة والعناصر المسيحية في بيروت والتي وقع الانفجار بالقرب من سيطرتها.
وقال إن الأتراك بدأوا في تحريك الدوائر المختلفة للإحلال، وميناء طرابلس سيك ن بديلا عن ميناء بيروت مركز سيطرة حزب الله، ليحل محله ميناء طرابلس عند السنة والقريب من تركيا التي ستلعب دورا في توفير الإمدادات للإرهابيين من خلاله.
وخلص الكاتب محمد مصطفى إلى أن الهدف من التفجير هو تسخين الوضع على الأرض واستبدال حزب الله بميليشيات سنية تابعة لتركيا أو بقوات تركيا خالصة، أو أن يتفق الجانبين على تقاسم مناطق السيطرة والسلطة بين تركيا وحزب الله وتقسيم الدولة اللبنانية، وهو سيكون سيناريو في معظم الدول التي بها نفوذ إيراني.
وقال إن أمريكا تعرف أن إسرائيل لاتستطيع أن تقوم بذلك وهناك الجانب التركي الذي عرض نفسه للقيام بهذه المهمة وبأي ثمن، وخاصة وأن هناك تلاقي في المصلحة وإخراج إيران من المعادلة، واستبعاد القوات العربية للقيام بهذه المهمة.
وطالب مصطفى الدول العربية بعدم ترك سنة لبنان فريسة سهلة للمخابرات التركية التي تبحث عن موطء قدم لغاز شرق المتوسط بعد فشل مشروع خط الغاز السوري، مؤكدا أن غزة أيضا تدين بالولاء للأتراك.