استعدادات مكثفة تبذلها الأجهزة المعنية داخل نطاق محافظة أسوان لاستقبال الموسم السياحى الجديد.
وفى هذا الإطار تشهد المناطق الأثرية بأسوان رفع درجة الاستعداد بها لتكون بالجاهزية الكاملة والمطلوبة وفى أبهى صورها لاستقبال ضيوفها وزائريها.
وفى هذا الإطار نتطرق للحديث عن منطقة فيله الأثرية والتى تم وضع تصور عام لتحويلها إلى منطقة جذب سياحى.
واقرأ أيضًا:
استعدادا للموسم السياحي.. محافظ أسوان يكلف نائبه بمراجعة جاهزية المواقع الأثرية والسياحية
وقد تابع الدكتور أحمد شعبان نائب محافظ أسوان فى جولة تفقدية الإستعدادات الجارية بالمنطقة تنفيذًا لتوجيهات اللواء أشرف عطية محافظ أسوان بمراجعة جاهزية المواقع الأثرية والسياحية للموسم السياحى القادم.
وأشاد نائب المحافظ بالأعمال الجارية لتطوير وتجميل هذه المنطقة الحيوية، مبديًا ملاحظاته على تعديل بعض الأعمال لكى تتماشى مع التصور العام الخاص لمنطقة معابد فيله.
وتقرر تكليف المهندس الاستشاري ومدير المراسى بإعداد دراسة ومقايسة تقديرية لرفع كفاءة العوامة القديمة ليتم تشغيلها بجانب العوامة الجديدة التى تم إنشاؤها وإضافتها بتكلفة 2 مليون جنيه وبطول 24 مترا وبعرض 6 أمتار، وكذا السقالة الجديدة بطول 18 مترا وعرض 2,5 متر.
وأوضح الدكتور أحمد شعبان أن أعمال التطوير التى شهدتها منطقة فيله خلال الفترة الماضية شملت إنشاء 2 رصيف جديد شاملة أعمال التكاسى والسلالم بطول 350 متر وبتكلفة 6,5 مليون جنيه، بجانب إنشاء بوابة حضارية بتكلفة 1,2 مليون جنيه، وباركنج خارجى للحافلات والسيارات السياحية بتكلفة 1,5 مليون جنيه، بالإضافة إلى تركيب أعمدة إنارة بالطاقة الشمسية وذلك بداية من بوابة الدخول والخروج وساحة الإنتظار والمرسى بإجمالى 60 عمودا، كما تم تزويد المنطقة بكاميرات المراقبة ببوابة الدخول والخروج وأيضًا بساحة الانتظار ومنطقة البازارات والمعبد.
وأشار أحمد شعبان إلى أنه تم بالتوازى رفع كفاءة دورات المياه العمومية بالمرسى بالجانب الشرقى، علاوة على رفع كفاءة المرسى القديم من الناحية الشرقية بالتنسيق مع وزارة الآثار بطول 50 مترا وعرض 6 أمتار وذلك بتكلفة مليون جنيه، وجارى إستكمال باقى أعمال رفع كفاءة المشاية القديمة للمعبد بطول 20 مترا وعرض 3 أمتار، مع رفع منسوب المشاية لمسافة 40 مترا، وعمل درابزين حديدى بشكل جمالى بارتفاع 90 سم، بالإضافة إلى إنشاء تندة أعلى المشاية بإرتفاع 3 أمتار، مع إستكمال أعمال الإضاءة اللازمة بها على أكمل وجه.
فيما قامت حملة معًا ضد الكورونا بأسوان بتنظم مبادرة أثارنا ببساطة مع فريق الإرشاد السياحى حيث قام المشاركين بالمبادرة بأول زيارة ميدانية إلى جزيرة معابد فيله بأسوان وذلك تحت رعاية نقابة المرشدين السياحيين، وبالتنسيق مع منطقة آثار أسوان والنوبة، وحرصت المبادرة على اتخاذ كافة التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية والوقاية وذلك بتعقيم الأتوبيس والمركب وتوزيع الكمامات بمساهمة من متطوعي مبادرة معًا ضد الكورونا بأسوان.
والجدير بالذكر بأنه تم بناء المعبد الكبير بفيله خلال القرن الثالث قبل الميلاد تم تلاه معابد أمنحوتب وأرسنوفيس، أما معبد حتحور فهو يعد آخر أثر بطلمي واستكمل بنائه قبل عام 116 قبل الميلاد بواسطة يورجيتس الثانى، وأضاف بطالمة آخرون نقوشا إلى فيلة والتي تعتبر من روائع المعبد.
وامتدت عبادة الآلهة إيزيس من مصر إلى اليونان وروما وفى مختلف أنحاء الإمبراطورية حتى عندما تم تطبيق الحكم الروماني في مصر حاول الحكام تجميل الجزيرة المقدسة، فقد بنى الإمبراطور أغسطس قيصر معبد في الطرف الشمالي لفيلة في القرن التاسع قبل الميلاد. أما تيبيريوس وآخرون فقد أضافوا صروحًا ونقوشا، كما بنى كلاوديوس وتراجان وهادريان ودقلديانوس مبان جديدة بالجزيرة استمر العمل فيها حتى القرن الرابع الميلادي.
ولشدة سيطرة عبادة إيزيس في جزيرة فيلة أدى ذلك إلى امتداد تلك العبادة على مدى قرون عديدة متحدية بذلك مرسوم الإمبراطور ثيودوسيوس الأول الذي أصدره عام 391 ميلادية والذي يفرض فيه الديانة المسيحية على جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية. وفى عام 550 بعد الميلاد وتحت حكم جوستنيان وصلت المسيحية إلى جزيرة فيلة وبدأت صفحة جديدة في تاريخها. وتكون مجتمع جديد مسيحي في جزيرة فيلة وتحولت قاعة الأعمدة لتكون مناسبة لممارسة الديانة الجديدة. وتم نقل الأحجار من بعض الآثار لبناء كنائس مسيحية في الجزيرة. ونمت قرية جديدة حول معبد إيزيس.
ومعبد فيلة مخصص للإلهة إيزيس والذي أغرقته مياه النيل وتم تقسيمه وأعيد تجميعه في موقع جديد فوق جزيرة إجيليكا على بعد حوالي 500 متر من مكانه الأصلي بجزيرة فيلة ويضم مبانيه معبدًا لحتحور ويمكن للزائر مشاهدة عرض الصوت والضوء ليلًا الذي يقدم بلغات مختلفة.
وأقيم عدد كبير من المعابد فوق جزيرة "فيلة" لعل أقدمها تلك المعابد التي يرجع تاريخها إلى عهد الملك تحتمس الثالث (1490-1436 قبل الميلاد)، وفي القرن الرابع قبل الميلاد بنى الملك "نخت نبف" (378-341 ق.م) معبدًا ضخمًا وعلى أثره شيّد "بطليموس فيلادلف" (القرن الثالث قبل الميلاد) معبده الكبير، ثم تبعه كثير من ملوك البطالمة وولاة الرومان حتى ازدحمت جزيرة فيلة بالمعابد، وأشهرها هو الذي يطلق عليه "مخدع فرعون".