هناك مثل روسي يقول:- " إن الضيف الذي يأتي دون دعوة هو حتمًا التركي".
غرست تركيا أقدامها في كثير من المناطق مؤخرًا، وباتت تتدخل في الشؤون الداخلية بشكل سافر في كثير من البلدان كضيف غير مرغوب فيه، هل هي تحاول أن تُشتت انتباه العالم والمجتمع الدولي بإثارة المشاكل في أكثر من اتجاه؟ فلا يستطيع العالم أن يواكب ذلك الإيقاع الاستعماري ؟أمّ هي مولعة بالُحلم العثماني التوسعي لهذا الحد؟ الذي يجعلها حريصة في كل مشهد من أعمالها الدرامية ذات الانتشار الواسع على تسليط الكاميرا على العلم التركي وهو ذات العلم العثماني بداعٍ أو دون داعٍ إيمانا بعودة الخلافة مرة أخرى؟.
تستمر تركيا في مناهضة السلام والأمان في أكثر من منطقة، كان أقربها الغارات الجوية التي شنتها على إقليم كردستان تحديدًا قرية كربلى في أول أيام عيد الأضحى المبارك وهى قرية تقيم بها عائلتان فقط في ثمانية منازل وهو انتهاك صريح للمدنيين هناك.
أمّا عن الإقليم المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، فلم تتوان تركيا في التعزيز العسكري لأذربيجان وإقامة المناورات العسكرية المشتركة، لتجد لنفسها بؤرة حرب جديدة تنخرط فيها.
أمّا عن ليبيا فحدث ولاحرج، فخرج المشير حفتر اليوم ليتحدث عن ثلاثمائة عام من خطايا الأتراك ويتوعدهم، كما بدأت تلوح في الأفق انشقاقات واقتتال بين مليشيات الوفاق وهى لعنة الأتراك التي جلبت آلاف المرتزقة من بينهم أطفال دون سن الثماني عشرة وهى معركة يديرها ويشرف عليها ثلاثة ألاف ضابط تركي فقط ! ويحركون هؤلاء المرتزقة كي لا يهدروا مواردهم البشرية التركية بل هؤلاء المرتزقة.
كما وصف اليوم المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الدفاعية والأمنية في بريطانيا، مقالا تحليليا وصف تركيا بالعدو الداخلي لحلف الناتو وذلك لتعارض السياسات التركية المزعزعة للأمن والاستقرار واختلاق المشاكل مع كل الدول قبرص، فرنسا، اليونان ، مصر.
ولكن تأتى الأطماع التركية النفطية في شرق المتوسط هي القشة التي ستقصم ظهر البعير، لا لانتفاضة المجتمع الدولي ولا لأن اليونان وقبرص تستطيعان السيطرة على تلك الأطماع الجامحة، فكل تلك الأطراف تحاول ردع تركيا وتطبيق القانون الدولي للبحار التابع للأمم المتحدة والذي تم إقراره في عام 1982 م ، حتى ايطاليا والعملية العسكرية "ارينى" والتي حاولت جاهدة حظر توريد السلاح لشمال ليبيا، كل ذلك لم يستطع ردع تركيا بالقدر الكافي.
ولكن من يستطيع ردعها حقا؛ هي مصر، إذا اقتربت شبرًا واحدًا من المنطقة الاقتصادية الخالصة المصرية في البحر المتوسط ، فالأسطول البحري المصري قادر على أن يجعل كل بوارجها المعتدية في البحر المتوسط قطعة من النار، فتلك السياسة الغاشمة الآثمة لا تفهم سوى لغة الردع والإنذار بالقوة وهى تعلم جيدًا مدى قوة مصر والتي تخشاها بالفعل ، وحكمتها وعدم قدرة تركيا على استفزازها..لأنها مصر وليست دولة أخرى.