مدير الفتوى الشفوية:
- تغيير ملابس الإحرام جائز عموما وليس له وقت معين
- لا تأثير لتغيير ملابس الإحرام على صحة الحج أو العمرة
مستشار المفتي
- الملابس الموحدة لجميع الحجاج ترمز إلى وحدة المسلمين
- ملابس الإحرام تبعث صاحبها على الخشوع والتواضع والخضوع لله تعالى
بينما نعيش الآن أيام عيد الأضحى المبارك في مصر، يؤدي الحجاج مناسك الحج في بيت الله الحرام والتي تتنوع ما بين الطواف ورمي الجمرات والسعي وغيرها من الشعائر العظيمة، راجين الله تعالى أن يتقبلهم فيمن عنده، وإن كان الحج عامة هو فرصة لا يمكن تفويتها، فإنه هذا العام له قدر أكبر، بعدما قلت أعداد الحجيج بسبب فيروس كورونا، وفي ظل ما يعاني المسلمين من هذا البلاء العظيم، بما يجعل من حالفه الحظ وذهب للحج، يمسك بتلابيب هذه الشعيرة ولا يقبل خسارتها بالوقوع في أي من المحظورات أو الأفعال التي تفسد الحج، من هنا ينبغي معرفة تلك الأحكام المتعلقة بالملابس في الحج، حيث إنها تعد أبرز المحظورات.
ملابس الإحرام في الحج
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إنملابس الإحرام بالنسبة للرجل هي الإزار، وهو ثوب من قماش يُلف على وسط الحاج ويستر به ما بين سرته إلى ما دون ركبته، موضحًا أن الرداء، وهو ثوب يستر به ما فوق سرة الحاج إلى كتفيه، فيما عدا رأسه ووجهه.
حكم تغيير ملابس الإحرام
وأكد مدير الفتوى، أن تغيير ملابس الإحرام جائز عموما وليس له وقت معين، فمتى أراد المحرم ذلك جاز له، حيث إنهيجوز للمحرم بحج أو عمرة تغيير ملابس إحرامه بملابس أخرى للإحرام، ولا تأثير لهذا التغيير على صحة الحج أو العمرة، موضحًافي إجابته عن سؤال: «ما حكم تغيير ملابس الإحرام؟»، أن المُحرم يجوز له تغير ملابس إحرامه إذا اتسخت أو آذته أو نحو ذلك سواء بدلها عند الانتهاء من العمرة عند القدوم أو غير ذلك.
ارتداء الملابس العادية في الحج
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إنه يحظر علىالمحرمارتداء المخيط "الملابس العادية" من الثياب، موضحًا أن السنة في حق من يريد الإحرام بالحج أو العمرة لبس رداءين أبيضين.
وأوضح «عاشور»، أن الحكمة من ملابس الإحرام أن هذه الهيئة تبعث صاحبها على الخشوع والتواضع والخضوع لله تعالى، وتذكر الآخرة حيث لم تغره الزخارف والظاهر والزينة.
وتابع مستشار المفتي: كما أن هذه الملابس الموحدة لجميع الحجاج ترمز إلى وحدة المسلمين، وتشير إلى المساواة بينهم، ولذا توحّد زيهم حتى لا يطعن أحد في أحد، ولا يمتاز فرد على فرد، ولو ترك الأمر لهم يلبسون ما يشاؤون لتمايز الغني من الفقير، والحاكم من المحكوم.
الحكمة من ارتداء اللون الأبيض
وأشارت دار الإفتاء المصرية، إلى أن الله عز وجل أمر الحجاج بارتداء الثياب الأبيض فى الحج لأنها من أفضل الثياب، لأن الله عز وجل أراد الله أن يذكر عباده أنهم سيلقونه ويحاسبهم عن كل ما بدر منهم، فأمرهم في الحج بارتداء زي الإحرام الذي يشبه ما يكفن فيه الميت من قماش؛ فتهون الدنيا في قلبه، ويستحضر عظمة الله ويعمل ليوم الحساب.
ونوهت بأنه من السُنة في حق من يريد الإحرام بالحج أو العمرة لبس رداءين أبيضين، والحكمة من استحباب كون الثوب أبيض هنا لأن الثياب البيض من أفضل الثياب، ولا يُشترط أن تلبس المرأة في الحج لون بعينه، لا الأسود ولا الأبيض، مشيرة إلى أنها لو لبست البياض لكان أحسن، وأنها ليست مُلزمة بثياب بعينها كما للرجل، والذي يرتدي الرداء والإزار والنعل، إلا أنه يُشترط في ملابس الإحرام للمرأة أن تكون ساترة لجميع جسدها من شعر رأسها حتى قدميها ألا تكون لافتة للنظر، ويُحظر عليها ارتداء النقاب والقفازات.
فدية ارتداء ملابس عادية أثناء الإحرام
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الشريعة الإسلامية حددت للحاج الملابس، التي ينبغي له أن يرتديها عند الإحرام، مشيرة إلى أنملابس إحرامالرجل تختلف عن المرأة.
وأوضحت «الإفتاء»، في فتوى لها، أن ملابس الإحرام للرجل يتكون من ثلاثة أجزاء، هي: «الإزار، والرداء، والنعل»، منوهة بأن الإزار، هو ثوب من قماش يلفه الرجل على وسطه يستر به جسده ما بين سرته إلى ما دون ركبته، وخيره: الجديد الأبيض الذي لا يشف عن العورة «بشكير».
وأضافت أن الرداء هو ثوب -كذلك- يستر به ما فوق سرته إلى كتفيه فيما عدا رأسه ووجهه، وخيره: أيضا الجديد الأبيض «بشكير»، محذرة من ارتداء-في مدة الإحرام- فانلةً أو جوربًا أو جلبابًا أو شيئا مما اعتاد لبسه من الثياب المفصَّلة المخيطة.
وأشار إلى أنه إذا كان مضطرًا فله أن يلبس ذلك مع الفدية؛ فقد قال الله تعالى: «فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذٗى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةٞ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكٖۚ» البقرة: 196.
وتابع: وأخيرًا نعل يلبسه في رجليه، يظهر منه الكعب من كل رِجْلٍ، والمراد بالكعب هنا: العظم المرتفع بظاهر القدم، لافتًا إلى أن المرأة الحاجة فتلبس ملابسها المعتادة، الساترة لجميع جسدها من شعر رأسها حتى قدميها، ولا تكشف إلا وجهها وكفيها، وعليها ألا تزاحم الرجال، وأن تكون ملابسها واسعة لا تبرز تفاصيل الجسد وتلفت النظر، والمستحب الأبيض.
حكم لبس النقاب أثناء الإحرام
قال الدكتور مجدي عاشور، المُستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إنّه فيما ورد بالكتاب العزيز وسُنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن هناك ثلاثة أمور يحرم على المرأة ارتدائها أثناءالإحرام في الحج، منها تغطية المرأة وجهها بارتداء النقاب فليس فريضة، منوهًا بأن في الحج يحرم على المرأة ارتداؤه فيه.
وأوضح «عاشور» في إجابته على سؤال «ما حكمارتداء المرأة للنقاب أثناء مناسك الحج؟»، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى المرأة المحرمة بحج أو عمرة أن تلبس النقاب والقفازين، مشيرًا إلى أنه يحرم عليها أثناء إحرمها بعمرة أو حج أن تلبس النقاب أو البرقع والقفازين.
وأضاف أن للمرأة أن تغطى سائر بدنها إلا الوجه والكفين أثناء إحرامها بعمرة أو الحج، لافتًا إلى أن الإحرام هو أول المناسك في الحج، ويقصد به النيّة للدخول في نسك الحج أو العمرة، وقد سمّي الإحرام بذلك لكون المسلم يُحرّم على نفسه ما قد كان مباحًا.
واستشهد بما أخرجه مالك وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي وغيرهم، وهذا لفظه عند البخاري، وهو عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رسولَ الله ماذَا تَأمُرُنَا أنْ نَلْبَسَ مِنَ الثّيَابِ في الحرمِ؟ فَقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا تلبَسوا القَمِيصَ ولاَ السّرَاويلاتِ ولا العَمَائمَ ولا البَرانِسَ، إلاّ أن يَكُونَ أحَدٌ لَيْسَ لَهُ نَعْلاَنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفّيْنِ وليقطع أَسْفَلَ مِنْ الكَعْبَيْنِ، وَلاَ تَلْبَسُوا شَيْئًا مَسّهُ زعْفَرانُ ولاَ الوَرْسُ، ولاَ تَتَنَقّبْ الَْمَرْأَةُ المحرمة، ولاَ تلبَسْ القُفّازَيْنِ».