لم يكن الدكتور محمد مشالي رحمة الله عليه الأخير في خدمة الفقراء حتى أن لقب بطبيب الغلابة ولكن عندما تبحث تجد الكثير في مجتمعنا وتجد الرحمة والإنسانية قبل المتاجرة ، في محافظة أسيوط وتحديدا قرية الفيما مركز الفتح الدكتور فضل حسن ابن قرية قلندور بمركز ملوي بمحافظة المنيا 27 عاما طبيبا بالقرية قرر ان يكون كشفه 5 جنيها.
والسبب في ذلك بحث والدته عندما كان طفلا عن بيض الدجاج لبيعه لجمع ثمن الكشف وعلاج أشقائه من وقتها كان دافعا له بان يلتحق بكلية الطب ويضرب مثلا بمهنة الإنسانية " صدى البلد " التقي الدكتور فضل حسن والذي كشف عن اجره بالوحدة الصحية خلال السنوات الأخيرة وأصعب المواقف التي مر بها .
اقرأ أيضا :
قال الدكتور فضل حسن حسنين أبوزيد أنا من قرية قلندور مركز ملوي محافظة المنيا منذ صغري مررنا بظروف صعبه أنا وإخوتي وأمي بعد وفاة والدي كنا لا نجد ثمن الكشف عندما نمرض وكانت أمي تبحث عن بيض الدجاج في البيت لكي تجمعه وتبيعه لجمع ثمن الكشف والعلاج وكان وقتها الكشف ثمنه لا يتعدى 25 قرشا في مدينة ملوي في مطلع السبعينيات كان وقتها عمري 8 سنوات وكانت دائما تتمنى أن التحق بكلية الطب حتى أكون طبيبا لأكون عونا للفقراء حتى خاصة بعد ما شعرنا بي نحن في صغرنا وكان هذه الظروف دافعا لي أن ادخل كلية الطب لخدمة الفقراء وحاولت جاهدا خلال الثانوية العامة أن أكون متفوق.
وتابع :" ولكن لم يحالفني الحظ تنسيقي وقتها ألحقني بكلية الطب البيطري ولكن قررت أن أعيد الثانوية العامة مرة أخرى حتى أتمكن من تحقيق حلمي وطموحي وللأسف لم يحالفني الحظ مره أخرى التحقت بكلية الهندسة ولم أحبط بكل كان عندي دافع شديد أن ادخل كلية الطب فقمت بإعادة السنة في الثانوية العامة للسنة الثالثة حتى أن حققت حلمي والتحقت بكلية الطب".
وأضاف:" فضل انه رغم الظروف الصعبة واحتياجي إلى مال كثير للدراسة في كلية الطب كانت هذه الفترة أصعب الفترات التي عشتها خاصة لوفاة والدتي قبل أن أتخرج من كلية الطب وتراني طبيب ولكن كان أمر الله ولا اعتراض عليه وبعد أن تخرجت من كلية الطب قررت أن أكون خادما للناس معينا لهم وكنت دائما أضع الماضي أمام عيني خاصة عندما كانت أمي تجمع بيض الفراخ لبيعه لجمع ثمن الكشف والعلاج لي أو لأخوتي بسبب عدم امتلاكنا ثمن الكشف.
واستكمل فضل قائلا :"تخرجت من كلية الطب في بداية التسعينيات وجاء تعيين بمديرية الصحة في أسيوط وتسلمت عملي في وحدة صحية بقرية الفيما بمركز الفتح عام 1993 كطبيب باطنه وأطفال وقتها تذكرت الماضي ولم يفارقني تذكرت النماذج التي كنت أراها في قريتي واحتياجهم وعدم قدرتهم على دفع ثمن العلاج وشراء الدواء لأبنائهم فحاولت بقدر المستطاع رغم الظروف التي أمر بها من ضائقة مالية إلا أرى ما كنت أعيشه في صغري وكنت أعاهد الله أن اسخر نفسي للناس حتى في أيام الأعياد لم أكن احصل على إجازة ولم اقضي عيد واحد مع أسرتي 27 عاما وأنا في الفيما بمركز الفتح إذا ذهبت لقريتي في ملوي بالمنيا الناس لا تعرفني لان عمري كله قضيته في الفيما منذ أن عينت بالوحدة الصحية ولم أغادر هذه القرية وحبي لمهنة الطب لأنها مهنا إنسانية كان سببا بان اسخر نفسي لها ولم أتزوج فضلت أن أكون خادما للناس وخادما لمهنتي".
وأضاف فضل:" في عام 2012 تركت العمل بالوحدة الصحية بقرية الفيما وقمت بفتح عيادة خاصة بنفس القرية وقررت أن تكون قيمة الكشف 5 جنيهات كرسم رمزي ومن لا يملك قيمة الكشف كنت متخذا عهدا على نفسي أن يكشف ببلاش بالإضافة إلى إنني كنت متخذا عهدا أن يكون الكشف للأيتام ببلاش ولكن وجدت أهالي القرية في معانا بسبب عدم وجود طبيب بالوحدة الصحية بعد تركي لها خاصة في استخراج تصاريح الوفاة فقررت أن أتقدم بطلب إلى مديرية الصحة للعمل كطبيب متطوع بالوحدة الصحية بدون اجر وبالفعل حصلت على موافقة مديرية الصحة للعمل كطبيب متطوع بدون اجر وقمت بإغلاق العيادة الخاصة بي وتفرغت للعمل بالوحدة من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثانية ظهرا بدون اجر وبعد ذلك أقوم بالكشف بـ5 جنيهات ومن لا يملك ثمن الكشف اكشف له ببلاش حتى منتصف الليل والـ5 جنيهات لا أريد أن اذكرا أين يذهبون حتى لا يسقط ثوابهم لان ربنا يعلم مكان إنفاقهم .
وأشار فضل قائلا : "عملي في مهنة الطب علمني الشعور بما داخل الناس هناك من يأتي ولا يكون معه ثمن الكشف ولكن الحياء وعزة النفس حاضرين معه فأقوم بالكشف على ابنه وارفض اخذ ثمن الكشف كهدية مني للطفل حتى لا يشعر بالحرج وأحفظ له حيائه لأنهم أهلي قضيت معهم 27 عاما لم اشعر بأنني يوما بعيدا عن أهلي وأنا سعيد أن يكون معي قوت يومي لم ادخل كلية الطب حتى أن أتاجر بها ولكن كان هدفي خدمة الناس لوجه الله لو فكرت في المتاجرة بمهني لكن الآن لدي أبراج سكنية وتزوجت ولكن الهدف الأسمى لمهنة الطب هو خدمة الناس في مهنة إنسانية وليست تجارية