في حب القهوة قررت ريم تحدي عادات المجتمع لتبيع جرعات الحب و المزاج للمارة في شوارع وسط البلد ، تقف بكل حب والابتسامة لا تفارق وجهها ، تعد أكواب القهوة على الفحم على عجلة بسيطة باحد الشوارع الجانبية ، يمر عليها الكثيرون يحدقون بها وبالفحم المشتعل حتى يدركوا ما تفعله فيعودون ليطلبوا كوب قهوة على الفحم بمذاق مختلف.
عشرة جنيهات فقط ثمن كوب قهوة ريم والتي تعدها بنفسها وهي تقف تبتسم للمارة و تقول " اتفضلوا قهوة على الفحم " ، فهي تعلم جيدا مدى أهمية شرب القهوة بالنسبة للكثير خلال اليوم فقررت أن تسهل عليهم طرق الحصول على القهوة خارج المنزل دون الحاجة للذهاب للكافيهات أو القهاوي، فقط يمر عليها الزبائن أثناء تجولهم في وسط البلد ويقفون دقائق حتى تصبح القهوة جاهزة .
ريم وسام " 21 سنة" طالبة في كلية التجارة جامعة حلوان ، قررت أن تعمل بنفسها بدلا من رحل البحث عن عمل ، فبدأت عجلة القهوة أولا في دهب بشرم الشيخ ، ثم قررت استكمال مشروعها البسيط في وسط البلد رغم أنها من سكان منطقة فيصل، لكنها اختارت وسط البلد باعتبارها منطقة حيوية ولا تخلو من المارة ، ولا تتعرض للمضايقات التي يمكن أن تحدث في منطقة اخرى .
ريم تهوى الأعمال اليدوية فكانت تحلم بأن تصبح مهندسة ديكور لكنها لم تستطع تحقيق حلمها ، فبحثت عن آخر ، وجمعت بين عجلة القهوة المتنقلة وبين الأعمال اليدوية التي تعدها بنفسها وتزين بها عجلتها لتجذب بها المارة .
" رب قهوة خير من ألف بنادول" ..هكذا كتبت ريم على إحدى القطع الخشبية التي صممتها بنفسها لتنجح في حذب المارة في طلب قهوتها خاصة وأنها تعدها على الفحم فيصبح لها مذاق اخر مختلف ومميز، جعل لها العديد من الزبائن وأصحاب المحلات بوسط البلد .
" انا من عشاق القهوة واخترت اعمل قهوة على الفحم لأنها بتستوي على الهادي ومختلفة غير القهوة على النار ، والدتي بتيجي تقف معايا تشجعني ومحدش منعني من الفكرة بالعكس اصدقائي وقرايبي شجعوني ، ونفسي يكون عندي مكان متر في متر للقهوة و الديكور اليدوي" .. هكذا تحدثت ريم وسام لـ صدى البلد عن فكرتها وعجلة القهوة التي تجوب طلعت حرب لبيع أكواب الحب والمزاج لعشاق القهوة .