قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جوامع السنية التي تنشر البدع


ليس مجرد الهيكل التنظيمي هو أساس الفتنة والبدعة في فكرة تكوين جماعة داخلية داخل جماعة عامة كجماعة الإخوان، وليس فقط القواعد التى تحكم حركة الجماعة الداخلية والخارجية فهذا فقط جزء من البدعة، وإن كان له أهميته إلا أن الأكثر خطورة على العقيدة هو الامتياز الذي يشعر به المنتمون للجماعة بين أفراد المجموع العام واستئثارهم بتلك الخصوصية التى يستلزمها انتماؤه هي بالأساس متصلة بعقيدته التى صار باتباعه إياها فكرا ومنهاجا خير دينا وعقيدة ممن لا ينتمي إليها، وهذه هي الفتنة بعينها والبدعة متجسدة في أبشع صورها.


وليس هذا قاصرا على جماعة الإخوان فقط، بل ينطبق الأمر على أي جماعة يرى أعضاؤها في انتمائهم إليها أنهم متميزون دينيا عن باقى أتباع عقيدتهم سواء كانت جماعة صوفية أو فقهية أو مذهبية مهما كان عددها وتأثيرها ونظامها الداخلى أو الخارجي.


فالانفصال عن الجماعة العامة ولو بزعم الإصلاح والهداية يوقع أتباع هذه الجماعة في المحظور في العقيدة الإسلامية، فالذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا بدأوا من هذا المنهاج الفاسد وهو الانفصال من أجل الإصلاح، وهو إن يبدو في مظهره ذا غرض شريف وإصلاحي إلا أنه يلقى بأول بذور الشقاق عن الجماعة فتحدث بهذا البدعة وتقع به الفتنة.


وأول جماعة ظهرت منفصلة عن المجتمع الإسلامي الأول كانت في يثرب وتمثلت في تلك الفئة التى أطلق عليها القرآن الكريم اسم "المنافقين"، إذ إن هؤلاء هم أول من انفصلوا بتأسيس مساجد خاصة بهم يجتمعون فيها بحجة الصلاة والعبادة ولكنهم يكيدون ويتآمرون، فظهور ما أطلق عليها القرآن الكريم "مساجد ضرارا" كانت أول علامات النفاق وأظهرها وقد حكم القرآن على متخذي تلك المساجد حكما واضحا بأن غرضهم هو الكفر والتفريق وهو الذي ورد في الآية الكريمة ١٠٧ من سورة التوبة فارجع إليها نصا وتفسيرا.


فما لبثنا بعد ظهور تلك الجماعات التى بدأت في حياتنا المعاصرة مع جماعة الإخوان وما انسلخ منها من جماعات أن وجدنا مساجد اشتهرت شعبيا باسم مساجد "السنية" وهو المسمى الشعبي الذى أطلقه الناس على من يظهرون بمظاهر دينية معينة حرصوا على أن تكون شكلا لهم.


وهذه المساجد وإن كانت مفتوحة لغيرهم إذا لا سبيل ولا مجال لقصرها ولكن يكاد يكون لها طقوس معينة فيجتمعون فيها ويسيطرون على إدارتها ويوجهونها للدعاية لجماعتهم ويحرصون على أن تكون مثالا في التشدد الشكلى بالإطالة في العبادات وتحرى الصعوبة مااستطاعوا لها سبيلا لتأديتها بشكل مبالغ فيه إمعانا فى الدعاية والتميز وإثباتا للناس الذين يخلطون بسذاجة بين علامات التقوى ومظاهر التشدد بأنهم أكثر اتباعا لصحيح الدين من غيرهم، فطريقة الأذان بأصوات مختلفة وزاعقة بشكل متعمد مع التضييق الذي يأخذ هيئة التدقيق في كل حركة
كل ذلك يمارس في مساجدهم التى انفصلوا لها عن الناس في القرى والمدن، وبرغم أن ذلك يخالف الأولى في السنة النبوية الواردة في وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم بالتخفيف عن الناس في الصلوات إلا أن شهوة التميز والدعاية غلبت فيهم أتباع منهج السنة التى يفخرون بالانتساب إليها مع الأخذ في الاعتبار بأن الفخر خصلة مرذولة بنص القرآن وصحيح السنة.


لذلك فإن تكوين جماعة الإخوان وأي جماعة تقوم على أساس التميز من حيث الهيكل والتعاليم لهى جماعة بدعية خارجة عن صحيح الدين ولو ارتقى أعضاؤها منابر الدعوة ومهما أقامت وتشددت فما دام أفرادها رأوا أنهم الأفضل تدينا من غيرهم فقد أفسدوا في العقيدة واتبعوا أهواءهم.


فمن ظن اليوم أنه الأفضل تدينا فلن تشرق عليه شمس الغد إلا ولديه يقين بأنه الأفضل دينا، ولذلك كان لا بد من ظهور "التكفير" في مسيرة هذه الجماعات للتأكيد على انفرادها وحدها بأنها المنزهة عن غيرها وأن أتباعها وحدهم هم المسلمون دون غيرهم وبذلك يقع الانشقاق الذي بدأ بفكرة جماعة دعوية تعمل على إصلاح الدين فإذا بها تفسد في الأرض بزعم ذلك الإصلاح.