قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خراب العالم العربي بوصلة العثمانية الجديدة.. بصمة أردوغان موجودة في كل حرب أهلية بالمنطقة.. الجيش التركي يتمدد خارج حدوده للمرة الأولى منذ قرن.. وغموض الموقف الأمريكي يساعده

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
×

تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد آخر تجليات العثمانية الجديدة
الجيش التركي يتتبع مصالح أنقرة الاقتصادية في كل مكان
أردوغان يستغل التردد الأمريكي والأوروبي لتوسيع مطامعه الاستعمارية
قطر احتضنت أول قاعدة عسكرية تركية في العالم العربي بعد انهيار الدولة العثمانية


جاء قرار الحكومة التركية تحويل متحف آيا صوفيا الى مسجد كاشفًا مدى إصرار نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إحياء الإمبراطورية العثمانية، وبعث أسوأ ما فيها من ممارسات.



ونقلت إذاعة "فويس أوف أميركا" الأمريكية عن مدير برنامج الحقوق وبناء السلام بجامعة كولومبيا الأمريكية ديفيد فيليبس أن "أردوغان يرى نفسه خليفة للمسلمين، لكنه يمارس سياسة توسعية خارج تركيا".





وأضاف فيليبس "تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، هاجم أردوغان الأكراد في سوريا والعراق، واستخدم جيشه لتوسيع نفوذ تركيا في ليبيا".


وأضافت الإذاعة أن الجيش التركي يتمدد خارج حدوده للمرة الأولى منذ سقوط الدولة العثمانية قبل قرن من الزمان، وفي كل مكان من سوريا المدمرة إلى المنطقة الكردية في شمال العراق، ومن قطر الغنية بالنفط إلى الدول الفقيرة في شرق وغرب إفريقيا، ومن البلقان إلى ليبيا، هناك بصمة واضحة للوجود العسكري التركي.


وقال المفكر والكاتب التركي سونر كاجابتاي "يمكن القول إن أردوغان لديه إمبراطورية مصغرة. إنها ليست بالضبط الإمبراطورية التي يعتقد أنه سيبنيها لأنها بالتأكيد ليست إمبراطورية شرق أوسطية، وليست إمبراطورية تحظى بدعم الغرب".


وأضافت الإذاعة أن بعض الأطراف المحلية تستدعي التدخل العسكري التركي لتستقوي به إذا ما أوشكت على السقوط أمام قوى منافسة، كما هو الحال مع حكومة الوفاق الليبية في طرابلس، لكن تركيا تتمدد عسكريًا على كل حال تبعًا لمصالحها وبغض النظر عن ترحيب حكومات أو أطراف محلية من عدمه، وكثيرًا ما تفسر المصالح التجارية دخول الجيش التركي ساحة ما، لعل أهمها وأبرزها ليبيا الغنية بثروة هائلة من النفط.


وتتهم جماعات حقوقية تركيا ووكلاءها بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في كل من سوريا والعراق، تحت ذريعة القضاء على تهديد حزب العمال الكردستاني التركي وحلفائه داخل الحدود السورية والعراقية.


وقد أدانت كل من الحكومتين العراقية والسورية التدخلات التركية، واعتبرتها انتهاكات لسيادتها، ولكن بغض النظر عن اعتراضهما، تقول تركيا إنها لا تعتزم سحب قواتها من العراق وسوريا في أي وقت قريب. وفي شمال العراق، تستثمر الشركات التركية بشكل كبير في قطاعات النفط والبنوك والبناء.


وفي عام 2015، أنشأت تركيا قاعدة عسكرية في قطر، وهي أول قاعدة من نوعها في الشرق الأوسط منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية، وبعد مقاطعة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، مصر والسعودية والإمارات والبحرين، لقطر عام 2017 أرسلت أنقرة المزيد من القوات إلى قطر، مستغلة خوف الأخيرة من أي عمل عربي موجه ضد دعمها لتنظيمات إرهابية، والذي كان السبب الرئيسي لقرار المقاطعة العربية.


ويخوض نظام أردوغان سلسلة من المواجهات التي لا يمكن الانتصار فيها ضد أعداء صنع عداوتهم بنفسه، في منطقة جغرافية واسعة النطاق، تمتد من ليبيا إلى سوريا، ويصطدم بقوى إقليمية ودولية لا قبل له بمقارعتها فرادى أو مجتمعين، في مقدمتهم مصر والسعودية والإمارات واليونان وفرنسا وروسيا، فضلًا عن أطراف وفاعلين أصغر، في حين تظل قطر هي الداعم الثابت الوحيد لأردوغان، والتي تواصل ضخ الأموال في الاقتصاد التركي المتعثر بطرق متعددة.


ومع أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليس العامل الوحيد المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط والبحر المتوسط، فقد أصبح من الواضح تمامًا أن أردوغان يتبع مسارًا سيؤدي لا محالة إلى حروب إقليمية، ولا يتورع عن التلاعب بحلف شمال الأطلسي (الناتو) من خلال اتخاذ خيارات لا رجعة فيها تدفع الأمور إلى حافة هاوية خطيرة، وفق ما رأى موقع "أحوال" التركي.


وأضاف الموقع أنه بفضل تغاضي الإدارة الأمريكية المحير عن استفزازاته الإقليمية والدولية، وغياب الإجماع والحسم لدى الاتحاد الأوروبي، استطاع نظام أردوغان استغلال هذه التناقضات للبقاء في ظروف كان يمكن أن تدمره مائة مرة في ظروف تاريخية أخرى.


وخلص الموقع إلى أن هناك حاجة ملحة لتدخل أمريكي حاسم، لا لوضع حد لطموح أردوغان الاستعماري فحسب، وإنما للحيلولة دون دفع تركيا المنطقة إلى أتون حروب إقليمية ممتدة بلا حسم، ومن أجل مستقبل الناتو والاستقرار الإقليمي، يجب أن يتأكد أردوغان من أنه لن يُسمح له بعد الآن بنشر الفوضى والدمار والإفلات من العقاب.


وختم الموقع بالقول إن الشعب التركي عليه أن يعي موقف بلاده جيدًا، وأن يستعيد زمام أمره وقدرته على تقرير مصيره والاختيار بين تركيا حديثة مزدهرة ترنو على المستقبل أو تركيا أصولية متشددة متعثرة اقتصاديًا ومتورطة في حروب إقليمية بلا نهاية.