كشف الدكتور عمرو مشالي نجل طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي استشاري الباطنةأن والده قد غيبه الموت، فجر اليوم، بشكل مفاجئ؛ إثر تعرضه لأزمةقلبية.
وأوضح نجل الطبيب أنوالدته أخبرته بوفاه والده هاتفيا، بعدما استعانت باطباء للكشف عليه، حيث تبين وفاته إثر هبوط حاد في الدورةالدموية.
وأشارإلىأنه جار ترتيب جنازة للطبيب الراحل عقب اداء صلاةالجنازةعليه بساحة المسجد الاحمدي بطنطا قبيل اداء صلاه الجنازه الرسميه بالمسجد الكبير بمنطقه التمساح بنطاق مركز ايتاي البارود بمسقط رأسه بمحافظة البحيره حسب وصيته .
وكانت عياده الطبيب الراحل- المعروف إعلاميا بإسم "طبيب الغلابة والفقراء"-تقع في منزل سكني مكون من 4 طوابقبمحيط ساحة مسجد العارف بالله سيدي أحمد البدوي وسط أجواء وروحانيات رسمها أصحاب محلات بيع الحلوى والسمسمية فى ظل الإجراءاتالاحترازية لمنع الزحام؛ للوقاية من أخطار "كورونا المستجد" وتأمينا لأرواح وحياة المواطنين.
وخلال فتره حياته؛رصدت "صدى البلد"في السنوات الماضية، شيوع ظاهرة توافد العشرات من المرضى للجلوس على أبواب موقع عيادة الطبيب الإنسان فى الساعة 9 صباحا من كل يوم حتي الساعة 5 مساء؛ انتظارا لاستكمال مراحل إجراءات الكشف الطبي والعلاجي على يد "مشالي " كونه تخصص فى علاج أفراد عائلاتهم وأطفالهم كون شغل قلوبهم وعلاجهم.
وكان المرضى يحرصون أيضا على افتراش السلالم حتى أبواب العيادة مصطحبين أطفالهم الذين تتراوح أعمارهم السنية ما بين "5 – 12 " سنة فى ظل أجواء من السعادة الغامرة على وجه الطبيب "العجوز " الذي يزاول عمله لأكثر من 14 ساعة يوميا فى خدمة رسالته العلاجية للمرضي لما يزيد عن 50 سنة من عمره .
بينما باحدى غرف العيادة تقع قطعة خشبيه معلق عليها "2 من الجواكت" أحدهما رصاصي اللون والأخر ناصع البياض، كان يرتديه الدكتور الإنسان " محمد مشالي ".
وكان طبيب الغلابة يبدأ يومه، عقب الانتهاء من تناول الإفطار فى منزله رفقه أسرته، ثم يذهب الى العمل فى عيادتَيْه في قريتي شبشير ومحلة روح.
"الحمد لله أنا أديت واجبي طوال أكثر من 50 سنة راعيت العمل ورسالتي فى الحياه التى توراثتها من أبويا وأمي وتخرجت من كليه الطب بالقصر العيني بالقاهرة في المرتبه الأولى بتقدير عام 99.3%".. بتلك الكلمات عبر "مشالي" عن رسالته وعمله العلاجي لخدمة الألاف من المرضي من نطاق قري مركز طنطا ومحافظات الدلتا وعلي رأسها كفر الشيخوالدقهليه والمنوفية والشرقية.
وأضاف "مشالي" أنه حرص طوال فترة حياته على ممارسة عمله بكل ضمير، قائلا "أنا لا أملك سيارة لاستقلالها ولكن ربنا كرمني بصحتي وعلى الرغم من دخول فى نهاية العقد الثامن من عمري نحو 80 سنة ولكنني أحرص على الذهاب الى عياداتي فى قريتي شبشير الحصة ومحلة روح لإجراء الكشف عليهم، بقيمة 10 جنيهات لكل مريض".
وتابع الطبيب المبتسم وهو يردد عبارة: "المرضي غلابة ولازم أقف معاهم وأساعدهم طول ما حياتي فيها النفس وربنا بيعينني على خدمتهم، ودعائهم لي هو الكنز الذي امتلكه طوال حياتي وعملي منذ تخرجي من كلية الطب البشري".
ووجه "مشالي"- وقتها- نصيحة للمصريين بشأن فيروس كورونا: "كل الناس لازم تحافظ على بعض ويراعواحياه بعض من خطوره تفشي عدوي الكوروناالمستجد عالميا".
واختتم بقوله: "اكتشفت بعد تخرجي أن أبي ضحي بكل ما يملكه فى حياته من أجل الإنفاق على مصاريف تعليمي فى كلية الطب بالقصر العيني طوال 5 سنوات والحمد لله سعادتي فى قضاء أوقاتي فى رمضان مع أحفادي وزوجتي، وأبنائي تزوجوا وعايشين فى القاهرة وربنا فضله عظيم ودايما بسعي أقضي أوقات حياتي فى قراءة كتب الأدب والثقافة".
دعوات المرضى، كانت هي الكنز لطبيب الغلابة الراحل، كما قال، حيث كانوا يثنون عليه في حياته، وكذلك بعد وفاته أثنى المرضى الذين توافدوا على عيادة محمد مشالي، حيثقالت سوسن محمود ٥٥ سنه إحدي المريضات بقولها " ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته يآرب العالمين وربنا يستره دنيا واخره ...كان يراعي الله في عمله وعالج ابويا وامي، ولم تكن الفلوس والماده هدفه في الحياه،وكان شاطر جدا وحقق شهره وسيط كبير بين الآلاف من الأطباء ".
وتابعت بقولها " خبر وفاته كارثه هزت قلوب محبيه في مربع ومحيط ساحه مسجد السيد البدوى وكان كثيرا ما يعشق الصلاه بداخله، والسلام علي كل من يراه في الشارع وهو مبتسما للحياه بكل تلقائيه" .
واضاف محمود حسين أحد المرضي بقرية شبشير الحصة بمركز طنطا أن الطبيب الراحل كان يتمتع بالطيبه ودماثه الخلق، قائلا: ربنا يرحمه مستشهدا بحرصه الدؤوبعلي علاج الفقراء والاهتمام بالكشف علي الاطفال بنفسه " .
واضاف أن الطبيب "مشالي" بعمله في الدنيا ستكون له منزله عظيمه بحياته في الاخره، مضيفا "رجل عاش في دنياه من أجل تخفيف الآلام عن عشرات الآلاف من المرضي وكان يردد عباره ربنا بيطول بعمري عشان اكون سبب في علاج الناس والاهتمام بالفقراء منهم ".