مع بداية كل يوم جديد، تستيقظ السيدة محظية عبد المهيمن تستعد لعملها الخيري اليومي الذي وهبته منذ سنوات طويلة في خدمة كلاب الشوارع وإطعاهما، فقبل أن تجهز إفطارها وترتب منزلها، تبدأ في تجهيز طعام الكلاب المطهو بالحب والرحمة لتلك الحيوانات التي لا تجد قليلا من الماء في الشوارع ، لتقرر محظية أن تكرس نفسها في خدمة تلك الكلاب وتعد لهم وجبة واحدة يوميا لا يؤخرها عن ذلك عمل أو أي ظرف بل تستطيع ترتيب يومها دون التخلي عن إطعام الكلاب .
30 سنة قضتها السيدة محظية عبد المهيمن في خدمة كلاب الشوارع وإطعامها بل وعلاجها أيضًا، فهي تقطن في منطقة المعادي منذ 10 سنوات ، وقبل ذلك كانت قد اعتادت أيضا على تقديم الطعام للحيوانات في الشوارع ، نظرا لحبها الشديد للكلاب ، فتقوم بتجهيز الوجبة اليومية منذ الصباح ، وفي تمام الساعة الثالثة عصرًا تحمل الإناء المحمل بالطعام ، وتخرج للشارع لتبدأ رحلة البحث عن الكلاب .
بمجرد أن تنطق محظية بكلمة " يلا تعالوا" ، تبدأ الكلاب في الجري بسرعة نحوها ، فيبدو أنها حفظت رائحتها وموعدها اليومي، وتنتظرها في نفس الموعد كل يوم ، تلتف حولها الكلاب الجائعة ، وتضع لها الطعام وتتفقدها واحدا تلو الأخر ، فهي لا تكتفي بإطعامها فقط بل تتكفل بعلاجها أيضا .
تقوم السيدة محظية بشراء هياكل الدجاج وسلقها وتعد للكلاب وجبة مكونة من الخبز و المزود بشوربة الدجاج وتلك الهياكل ، كما تطلب من جيرانها وأصدقائها وأقاربها الاحتفاظ ببواقي الطعام كوجبة سريعة للكلاب ، فهي تفعل ما بوسعها لتوفر لها الطعام بشكل يومي مع تقديم قارورة الماء أيضا .
" كلاب الشوارع محدش بيعطف عليهم ، وبقالي سنين بعملّهم أكل وبراعي الكلاب بعد الولادة ، ودي أجمل هواية بحب أعملها بإخلاص وحب صافي ، بكتفي بوجبة واحدة بس في اليوم ، ولهفتهم على الوجبة دي بتنسي الدنيا" .. هكذا روت السيدة محظية عبد المهيمن قصتها مع الكلاب والتي بدأت منذ سنوات طويلة وجعلتها هواية خيرية يومية تفعلها بالنية الطيبة لتلك الحيوانات بالشوارع .
أما عن العلاج ، فتستعين السيدة محظية بابنة أخيها التي تعمل طبيبة بيطرية ، وترسل لها حالة الكلب وتنصحها بالعلاج المناسب ، ومع طول فترة تعامل السيدة محظية مع الكلاب اكتسبت خبرة طويلة في طرق تشخيص المشكلة و علاجها ، وتحتفظ في منزلها بصيدلية صغيرة تحتوي على عديد من أنواع الأدوية الخاصة بالحيوانات.
على سور نافذة السيدة محظية ، تضع الكثير من علب الماء والعلب المليئة بالطعام للعصافير، فهي لا تكتفي بإطعام الكلاب فقط بل تحاول فعل ما بوسعها لإطعام تلك الكائنات التي لا تستطيع طلب الطعام وتظل أياما تبحث عن أي شيء تأكله في الشوارع.
لم تتوقف حكاية السيدة محظية عند مجرد تحضير الطعام للكلاب بالشوارع ، بل يعيش في منزلها كلب تعتبره من أفراد أسرتها وتطلق عليه " لولو" والذي قامت بتربيته منذ 10 سنوات منذ ولادته ، وتجهز له الطعام يوميا مع بقية الكلاب الأخرى ، لتجمع بين هواية حب الكلاب والخير الذي تقدمه لها.