جددت الطائفة الإنجيليَّة رفضها لكُتب "المعنى الصحيح لإنجيل المسيح"، و"البيان الصريح لحواريّ المسيح" والأخرى المماثلة لهما.
وقالت الطائفة في بيان لها "إنه في ضوء بيان دار الكتاب المقدس، وبعد دراسةٍ واعيةٍ ودقيقةٍ، فإنَّ المجلس الإنجيليَّ العام يؤكدُ رفضَه التامَّ لهذهِ الكُتبِ.
وأوضح البيان أن هذا القرارُ يأتى بناءً على عدةِ أسباب، أولًا: إننا لا نقبل هذه الكتابات على أنها "ترجمات للكتاب المقدس"، بل هي كُتب تسعى لتقديمِ صياغةٍ أيديولوجيَّةٍ لنصِّ العهدِ الجديدِ، وهذه الصياغةُ الأيديولوجيَّةُ ابتعدتْ كلَّ البُعدِ عنْ مبادئِ وأسسِ علومِ الترجمةِ؛ فلا هي ترجمةٌ حرفيَّةٌ "تكافؤ اللفظ للَّفظ"، ولا هي ترجمةٌ تفسيريةٌ "تكافؤ المعنى للمعنى"؛ حيث إنَّها قدَّمت معانيَ وصياغاتٍ مختلفةً بشكلٍ أساسيٍّ عن معاني العهدِ الجديدِ.
وأضاف أنَّ الاختلافَ حول أسماءِ شخصيَّات الكتابِ المقدَّس ليسَ مجرَّدَ خلافٍ حولَ طرقِ التسمية المختلفة، لكنَّه يتعدَّى ذلك إلى اختلافٍ جذريٍّ حولَ طبيعةِ هذه الشخصياتِ وأهميَّتِها ومعناها، وعلى رأسِها شخصية الرَّبِّ يسوع المسيح له المجد؛ إذ تمَّ تقديمُه بطريقةٍ تُخِلُّ من طبيعتِهِ الإلهيةِ وبنوتِهِ لله.
وتابع قائلا، إننا، كمسيحيين إنجيليين، نؤمنُ أنَّ جوهرَ رسالةِ الإنجيل يرتكزُ على الإعلانِ بأنَّ يسوعَ المسيح هو اللهُ الظاهرُ في الجسدِ، مُخلِّصُ الإنسانيةِ، وهذه الرسالةُ الواضحةُ والبسيطةُ للإنجيل لا نجدُها مُعلَنَةً في نصوصِ هذه الكتبِ، سواء بشكلٍ متناثرٍ في النصوص، أو مُركَّزة بشكلٍ واضحٍ في نصٍّ معيَّن.
وأوضح البيان إننا نرى أنَّ كلَّ محاولةٍ لإعلانِ رسالةِ الإنجيلِ دونَ التأكيدِ على إلوهيَّةِ المسيحِ وخلاصِهِ للبشريةِ منَ الخطيةِ هي إعلانٌ مُخِلٌّ.
جديرٌ بالذِّكر أنَّ رئيسَ الطائفةِ الإنجيليةِ أعلنَ رفضَه لهذهِ الكتبِ مبكرًا في حوارِهِ مع قناة الكرمة في فبراير من العامِ الجاري 2020، واعتبرَ هذهِ المحاولاتِ "سرقةً للنصِّ الكتابيِّ"، وكذلك سنودس النيلِ الإنجيليِّ الذي أعلنَ رفضه لهذا العمل وعدمَ مشاركتِهِ أو مسؤوليَّتِه عنه، وكافة المذاهب الإنجيلية التي أعلنتْ موقفًا واضحًا برفضِ هذهِ الكتبِ.
واختتم البيان قائلا، إننا نؤكدُ على كافةِ الكنائسِ الإنجيليةِ بمِصرَ بضرورةِ مراعاةِ النصِّ الكتابيِّ الذي تستخدمُه في عملِها الرعويِّ والكرازيِّ، وأنَّ الحفاظَ على رسالةِ الإنجيلِ الجوهريةِ هو عملُ الكنيسةِ الدائمُ. نصلي لله أن يحفظَ كنائسَنا الإنجيلية يَقِظَةً للحفاظِ المستمرِّ على وديعةِ الإيمانِ، بما يؤدي لبنيانِ وامتدادِ ملكوتِ الله.