"زوجة توفي زوجها وجلست بجواره تقرأ القرآن أثناء الغسل؛ فهل يستحب ذلك؟" سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية، عبر فيديو مسجل على قناتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « يوتيوب».
وقال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء إنه لا مانع من قراءة القرآن على المتوفى أثناء الغسل، لافتًا: «هكذا حثنا النبي - صلى الله عليه وسلم- أن نقرأ القرآن على موتانا، وفي مقدمة ذلك ثورة ياسين».
وتابع « وسام» أنه لا فرق بين أن نقرأ القرآن على المتوفى في المكان الذي يغسل فيه أو عند الدفن أو القبر، فجميعهم على السواء، والحديث يحتمل كل هذه الأوقات.
وفي وقت سابق، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الأمر الشرعي بقراءة القرآن الكريم جاء على جهة الإطلاق، فلا يجوز تقييد هذا الإطلاق إلا بدليل، وإلا كان ذلك ابتداعًا في الدين بتضييق ما وسَّعه الله ورسوله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وردًا على سؤال: "هل تجوز قراءة القرآن على القبر؟"، قالت إن قراءة القرآن الكريم في المسجد وعند القبر قبل الدفن وأثنائه وبعده مشروعةٌ ابتداءً؛ بعموم النصوص الدالة على مشروعية قراءة القرآن الكريم.
وردًا على سؤال: "هل تجوز قراءة القرآن على القبر؟"، قالت إن قراءة القرآن الكريم في المسجد وعند القبر قبل الدفن وأثنائه وبعده مشروعةٌ ابتداءً؛ بعموم النصوص الدالة على مشروعية قراءة القرآن الكريم.
واستدلت بما رواه ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ، وَأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ، وَلْيُقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِهِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ بِخَاتِمَةِ الْبَقَرَةِ فِي قَبْرِهِ» أخرجه الطبراني، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وحديث أم شريك رضي الله عنها قالت: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ نَقْرَأَ عَلَى الْجِنَازَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»، رواه ابن ماجه.
واستشهدت بما رواه عبد الرحمن بن العلاء بن اللَّجْلاجِ، عن أبيه قال: قال لي أبي -اللَّجْلاجُ أبو خالد- رضي الله عنه-: «3يَا بُنَيَّ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَلْحِدْنِي، فَإِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي فَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ، ثُمَّ سِنَّ عَلَيَّ الثَّرَى سِنًّا، ثُمَّ اقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِي بِفَاتِحَةِ الْبَقَرَةِ وَخَاتِمَتِهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ- يَقُولُ ذَلِكَ»، أخرجه الطبراني.
واستدلت أيضًا بما رود عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: «إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ، وَأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ، وَلْيُقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِهِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ بِخَاتِمَةِ الْبَقَرَةِ فِي قَبْرِهِ»، أخرجه الطبراني.
وذكرت أن السنة جاءت بقراءة سورة «يس» على الموتى، في حديث معقل بن يسار - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «اقْرَءوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ» رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، وصححه ابن حبان والحاكم، وهذا يحتمل أن تكون هذه القراءة عند الميت في حال موته، ويحتمل أن تكون عند قبره.
وتابعت "كما جاء الشرع الشريف بقراءة سورة الفاتحة على الجنازة؛ وذلك لأن فيها من الخصوصية في نفع الميت وطلب الرحمة والمغفرة له ما ليس في غيرها؛ كما في حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: «أُمُّ القرآنِ عِوَضٌ عن غيرها، وليس غيرُها عِوَضًا عنها» رواه الدارقطني.
واستدل العلماء على قراءة القرآن عند القبر أيضًا بحديث ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: مَرَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم- عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ» ثُمَّ قَالَ: «بَلَى، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ» قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ عُودًا رَطْبًا فَكَسَرَهُ بِاثْنَتَيْنِ، ثُمَّ غَرَزَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى قَبْرٍ، ثُمَّ قَالَ: «لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا»، متفق عليه.
واستكملت بأن الإمام النووي قال في "شرح مسلم": «وَاسْتَحَبَّ الْعُلَمَاءُ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ عِنْدَ الْقَبْرِ لِهَذَا الْحَدِيثِ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ يُرْجَى التَّخْفِيفُ بِتَسْبِيحِ الْجَرِيدِ فَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ أَوْلَى، وَاللهُ أَعْلَمُ».