يتجه الموقف متصاعد التوتر في ليبيا إلى صدام عسكري وشيك بين الجيش المصري وميليشيات حكومة الوفاق الليبية والقوات التركية المساندة لها، وفق ما توقعت مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
ورأت المجلة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتدخله لدعم ميليشيات حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي، وضع نفسه في موقف لا مجال للتراجع عنه بشكل يحفظ ماء الوجه.
وأضافت الصحيفة أنه إذا ما وقع الصدام العسكري المتوقع بين مصر وتركيا في ليبيا فسيكون أردوغان هو من بدأ الحرب، أما بالنسبة للجيش المصري فقد حصل على تفويض مزدوج من الشعب الليبي ممثل في برلمانه ومشايخ قبائله ومن مجلس النواب المصري، للتدخل في ليبيا إذا اقتضت الضرورة لوقف تقدم ميليشيات الوفاق والجيش التركي باتجاه الحدود المصرية.
وكانت إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية ذكرت في تقرير لها الأسبوع الماضي أن الوجود التركي في ليبيا بات مهددًا بصدام عسكري مع الجيش المصري، بعدما تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدم السماح للميليشيات الموالية لحكومة الوفاق والقوات التركية المساندة لها بالاقتراب من "الخط الأحمر" الواصل بين سرت والجفرة.
وأضافت الإذاعة أن تحديد مصر لهذا الخط لم يكن لأي سبب اقتصادي يتعلق بوقوع منطقة الهلال النفطي الليبي إلى الشرق من هذا الخط الأحمر، وإنما لأن تجاوزه يعني فتح الطريق إلى حدود مصر الغربية وتهديد أمنها القومي.
ونقلت الإذاعة عن الباحث بالمعهد الملكي البريطاني للشئون الدولية (تشاتام هاوس) تيم إيتون إن دوافع التدخل في ليبيا تختلف بشكل مطلق بين مصر وتركيا، ففي حين تسعى تركيا لتأمين قدرتها على نهب غاز شرق المتوسط دون إزعاج من خلال تمكين نظام إخواني موال لها من بسط سيطرته على ليبيا، لا تتطلع مصر سوى لتأمين حدودها وحفظ أمنها القومي.