قالت دار الإفتاء المصرية، إن هناك ثلاثة عشر عيبًا يُصيب الأضحية، ولا يمنع ذبحها، فتظل صالحة للتضحية بها في عيد الأضحى المبارك.
وأوضحت « الإفتاء»، في إجابتها عن سؤال: «ما هي الأنعام التي تجزئ الأضحية بها وفيها عيوب؟»، الأنعام التي تجزئ في الأُضْحِيَّة وبها عيب ليس بفاحش، هي: «الجماء، الحولاء، الشرقاء، الخرقاء، المدابرة، الهتماء، الثولاء، الجرباء السمينة، المكوية، الموسومة، العاجزة عن الولاية، العاجزة عن الولادة لكبر سنها، والخصي».
وأضافت أن الأضحية الجماء، وتسمى الجلحاء، وهي التي لا قرن لها خلقة، ومثلها مكسورة القرن إن لم يظهر عظم دماغها، وذهبت الشافعية إلى أنها تجزئ وإن أدمى موضع الكسر، ما لم يؤثر ألم الانكسار في اللحم، فيكون مرضا مانعا من الإجزاء، وهو المفتي به، أما الحولاء، هي التي في عينها حول لم يمنع البصر، فيما تعني الصمعاء، الصغيرة إحدى الأذنين أو كليهما، ويُقصد بالشرقاء مشقوقة الأذن، وإن زاد الشق على الثلث.
وتابعت: أما الخرقاء فهي مثقوبة الأذن، ويشترط في إجزائها: ألا يذهب بسبب الخرق مقدار كثير، والمدابرة، التي قطع من مؤخر أذنها شيء ولم يفصل، بل ترك معلقًا، والهتماء التي لا أسنان لها، لكن يشترط في إجزائها ألا يمنعها الهتم عن الرعي والاعتلاف، فإن منعها عنهما لم تجزئ، وقال الشافعية : تجزئ ذاهبة بعض الأسنان إن لم يؤثر نقصا في الاعتلاف، ولا ذاهبة جميعها ولا مكسورة جميعها، وتجزئ المخلوقة بلا أسنان.
واستطردت: الثولاء هي المجنونة، ويشترط في إجزائها: ألا يمنعها الثول عن الاعتلاف، فإن منعها منه لم تجزئ ، لأن ذلك يفضي إلى هلاكها، والجرباء السمينة، بخلاف المهزولة، وقال الشافعية: لا تجزئ الجرباء مطلقا، كما أن المكويَّة، هي التي كويت أذنها أو غيرها من الأعضاء، والموسومة التي في أذنها سمة، العاجزة عن الولادة لكبر سنها.
وبيّنت أن الخصي، وإنما أجزأ، لأن ما ذهب بخصائه يعوض بما يؤدي إليه من كثرة لحمه وشحمه، مستدلة بما ورد عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِىٍّ: « أَنَّ عَلِيًّا سُئِل عَنِ الْبَقَرَةٍ فَقَالَ: عَنْ سَبْعَةٍ، وَسُئِلَ عَنِ الْمَكْسُورَةِ الْقَرْنِ فَقَالَ: لاَ بَأْسَ. وَسُئِلَ عَنِ الْعَرَجِ، فَقَالَ: مَا بَلَغَتِ الْمَنْسَكَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَيْنِ وَالأُذُنَيْنِ» أخرجه أحمد في مسنده.
ودللت بما روي عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُضَحِّىَ اشْتَرَى كَبْشَيْنِ عَظِيمَيْنِ سَمِينَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ فَذَبَحَ أَحَدَهُمَا عَنْ أُمَّتِهِ لِمَنْ شَهِدَ لِلَّهِ بِالتَّوْحِيدِ وَشَهِدَ لَهُ بِالْبَلاَغِ، وَذَبَحَ الآخَرَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَعَنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم» أخرجه ابن ماجه في سننه.
ونقلت قول العلامة الشيخ عميرة في "حاشيته على شرح المحلى على المنهاج" (16/ 104): «ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ» أَيْ مَخْصِيَّيْنِ.