قال الدكتور أسامة فخري الجندي الداعية بوزارة الأوقاف مدير عام التحرير والنشر بالمجلس الأعلى للشئون الاسلامية، إن كل مسلم عليه أن يحَقِّق هدفَه بنيل أعلى الدرجات من الله (عز وجل) في العشر الأول من ذي الحجة موضحا أنها من أعظم مواسم الطاعات أجرًا .
وتسائل الجندي في منشور له ، لمَ جعل الله (عز وجل) لنا مواسم للطاعات موضحا أنها تجذب الإنسان إلى التوبة، وإلى مزيد من العبادة والإقبال عليه (عز وجل) ، ومعلوم أن العمر محدود، والإنسان قد يألف التقصير والكسل ، فتأتي هذه المواسم ليتضاعف فيها الأجر ، ويكثر فيها الخير، ويتوب الله فيها على عباده .
وأكمل: حَقِّقْ هذا الهدفَ المنير بحسن إقبال على الله (عز وجل) بألوان العبادات والطاعات المختلفة ، وكن مستثمرًا لها ، لا مستهلكًا..إليك هذا المثال :إذا افترضنا أن هناك طالبًا أراد السفر لبلد ما، وهو يقصدها لهدف واحد لا يزيد عليه ، وهو الحصول على شهادة عالية ، مت اعتبار أن هناك فارة محددة من الزمان لن يمكث أكثر منها، فإنه إذا أراد أن يحقق هدفه ستجده يُحسِن التفكير ومن ثم يُحسن الاختيار، فهو في بلد غريب أمامه عشرات الخيارات ، ستجده لا يتحرك حركة أو يتصرف تصرفًا إلا إذا خدم هدفه الكبير الذي سافر من أجله ، فإذا أراد سكنًا ستجده يبحث عن سكن قريب من جامعته التي يدرس فيها ، وإذا أراد أن يصاحب واحدًا ستجده يتخير الصديق المتفوّق ، وإذا أراد أن يتعرف لغة البلد التي فيها ستجده يتحدث مع من يتقن لغة هذا البلد ، وإذا أراد بحثًأ أو دراسة ستجده يقرأ ما يقرّبه من الوصول إلى هدفه لا يتشتت ولا يبتعد عنه ، وهكذا ستجده يتخير كلَّ ما من شأنه أن يُعينَه على الدراسة للوصول إلى تحقيق هدفه .
وتابع الداعية بوزارة الأوقاف: نحن الآن فر هذه العشر هدفنا السبق إلى فعل الخيرات ، هدفنا السبق إلى نيل أعلى الدرجات، هدفنا نيل رضا الله (عز وجل) ..فاعتبر نفسك وكأنك مسافر هذه الأيام العشر لتحقيق هذه الأهداف.
واختتم الدكتور أسامة فخري الجندي أنه ينبغي أن يستثمر كل إنسان منا طاقاته وقدراته وإمكاناته المتاحة لفعل الخيرات ونيل عظيم الأجر في هذه الأيام العشر ، والذي نصّ عليه سيدنا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) حين قال: "مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟" قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: "وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ" .