واحد وعشرون عاما قضاها الشاب هشام وحيدا في الدنيا، دون أب أو أم، لا يعلم من أين آتي يعيش بدون أهل داخل دار أيتام أم المؤمنين بمنطقة القومية العربية بإمبابة محافظة الجيزة.
تفاصيل الحياة المآساوية التي عاشها الطالب خلال هذه الأعوام بعيدا عن أهله سطرت بين أوراقها رجلا يفتخر الجميع به، طالبا مداوما على صلاته، شابا يحترمه كل من يعرفه من الوهلة الأولى.
يروي الشاب هشام تفاصيل رحلته من عام 1998 منذ
أن عثر عليه أحد الأشخاص بمنطقة الطالبية بالجيزة، وحتى نشآته في دار أيتام ثم رحلته
في البحث عن أسرته للعثور عليهم.
قال هشام سمير سالم : أنا عندي 21 سنة، من مواليد 1998، أنا أتربيت في دار أيتام معرفش غير أخواتي اللي أتربيت معاهم، فى الدار لحد ما أتعلمت ودخلت المعهد العالي للسياحة والفنادق، ومن سنة فاتت بدأت أدور على أهلي عشان أوصلهم وأعيش معاهم".
وأستكمل هشام حديثه : من 20 سنة فاتت في شخص لقاني بمنطقة الطالبية وأتعمل محضر إثبات حالة، وده اللي عرفته من الدار، ودورت على الراجل ده لحد ما لقيته وفضلت أسأله عن أهلى أو إذا كان يعرف أي حاجة لكن للأسف هو مايعرفش غير أنه لقاني في الشارع وميعرفش حاجة تاني".
وتابع هشام : أنا أتعلمت في مراحل التعليم المختلفة
لحد ما بقيت في سنة أولى بالمعهد العالي للسياحة والفنادق، وبدأت أدور على أهلي تقريبا
من سنة، لأني نفسي يكون ليا كيان في المجتمع يكون ليا أب وأم زي أي حد".
وأضاف الشاب العشريني "أنا مسامح أهلى
تحت أي ظروف، إذا كان حصل مشاكل بينكم أو كنتم السبب في اللي حصلي أنا مسامحكم، أنا
بس نفسي أشوف حد من دمي أب أو أم أو أخوات، نفسي يكون ليا عيلة".
وأنهي هشام حديثه قائلا : دي صورتي وأنا صغير،
يا أمي لو شوفتيني أنا موجود في دار في القومية العربية إمبابة بالجيزة، أنا مسامحك
ولو ماتقبلناش في الدنيا، أنا مسامحك ليوم الدين، وهنتقابل في الجنة أن شاء الله".