لم يكن لأحد أن يتخيل أن ألعاب فيديو للتسلية يلعبها أغلب الأطفال والمراهقون، في جميع أنحاء العالم، عن شخصيات ومعارك وهمية وخيالية؛ ستؤثر عليهم نفسيا لدرجة فصلهم عن الواقع، ليعيشوا أحداث اللعبة وكأنها جزء من الحقيقة لتجعلهم يرتكبون جرائم مثل القتل أو التعذيب أو حتى تؤدى بهم إلى الانتحار.
ومنذ عدة أيام، حدثت واقعة أليمة راح ضحيتها أربع فتيات وأخيهم في منطقة الإحساء بالمملكة العربية السعودية، بسبب تأثير ألعاب الفيديو والألعاب الإلكترونية بشكل عام، وجدت الشرطة السعودية الفتيات غارقات في دمائهن ذبحا بالسكين وشنق أخيهن، والذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 إلى 19 عاما.
اقرأأيضا: الركوع للأصنام آخرها .. أبرز مشكلات سببتها لعبة ببجي PUBG
وتبين عدم وجود أى شبهة جنائية في مقتل الأشقاء الخمسة، حسبما أكدت أجهزة الشرطة السعودية، إلا أن الأشقاء كانوا يتعرضون بشكل كبير إلى ألعاب الفيديو العنيفة، الأمر الذى يبدو أن تأثير هذه الألعاب كان خطيرا عليهم.
وتعيد حادثة الإحساء البشعة للأذهان حوادث أخرى متعلقة أيضا بلعب وممارسة ألعاب الفيديو العنيفة والقتالية، مثل لعبة الحوت الأزرق التى اودت بحياة عشرات الأطفال في العالم العربي.
وأودت اللعبة إلى انتحار عدد من اللاعبين أو ايذاء أقاربهم وأصدقائهم تنفيذا لمطالب اللعبة، حتى تم حظرها في عدد من الدول، وكذلك لعبة ببجى الشهيرة والتى كان لها نفس الدور أيضا بالسيطرة على عدد من سلوك المستخدمين.
وكانت أثارت لعبة ببجي موبايل Pubg Mobile الشهيرة الجدل من جديد، بعدما ظهر اللاعبون فيها وهم يركعون أمام أصنام فى أحدث إصدار من اللعبة،وهو الأمر الذى اعتبره الملايين تصرفا غير أخلاقي، ودعا الكثيرون لحذف اللعبة التى بدأت فى توجيه صغار المستخدمين تجاه أفكار لا تتناسب تمامًا مع التعاليم الدينية، إلا أن آخرين تعاملوا مع الأمر على أنه مجرد لعبة فقط، إلا أن النسبة الأكبر كانت من الغاضبين.
ولا تختلف لعبة مريم، عن لعبة الحوت الأزرق كثيرا، حيث سرعان ما لاقت شهرة كبيرة بين المستخدمين خاصة المراهقين الذين يكونون أكثر استجابة، وتقوم اللعبة باستخدام المؤثرات الصوتية، و الأوامر التى تجعل المستخدمين يستجيبون، حتى يقومون بإيذاء أنفسهم أو غيرهم.
وتؤثر هذه الألعاب على المدى الطويل على عقلية ونفسية الأطفال والمراهقين، مما تجعلهم يندمجون داخل هذه الألعاب لينفصلوا عن الواقع ويقومون بتنفيذ متطلبات الألعاب بشكل عملى في الحياة الواقعية، خصوصا دون رقابة الأهل.