حالة من الذعر وتساؤلات مقلقة يطرحها كثيرون منذ ظهور حالات إصابة جديدة بالطاعون الدبلي، حيث سجلت كولورادور الأمريكية أول إصابة بالمرض منذ 2015، وذلك بعد تسجيل إصابات مماثلة في الصين ومنغوليا.
ورغم وفاة صبي لا يتجاوز الـ15 عاما جراء "الطاعون الدبلي" في منغوليا الداخلية، تقول مجلة "ذا ساينتست" العلمية المرموقة، إنه لا يوجد سببا للاعتقاد بأن هناك وباء آخر يهدد البشرية.
اقرأ أيضا:
ويقول مايكل هيد الباحث في مجال الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون البريطانية إنه لن يحدث تفشي عالمي للطاعون، مشيرا إلى أن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض تسجل عدد قليل من إصابات الطاعون الدبلي لدى البشر سنويا.
ويشير الباحث إلى ندرة حدوث حالات وفاة بسبب الطاعون الأسود، لكن في 2015، على سبيل المثال كان هناك 4 حالات، في حين لم يتم تسجيل إصابات جديدة في السنوات الثلاث اللاحقة.
ويضيف هيد أن عدد الحالات التي تم اكتشافها في جميع أنحاء العالم ككل، لا تتجاوز بضع مئات.
ويوضح الباحث أن الطاعون الدبلي، وهو واحد من 3 أنواع رئيسية للطاعون، لا ينتقل بسهولة بين البشر، لكنه ينتشر عن طريق البراغيث المصابة التي تعيش بين القوارض بما في ذلك حيوان المرموط وفصيلة السناجب.
وبحسب المجلة، فإن الإصابة بالمرض عادة ما تأتي بعد لدغ البراغيث للشخص، بعد ملامسته لأحد هذه القوارض أو الحيوانات المتصلة بها، كما يمكن الإصابة بعدوى الطاعون الدبلي من خلال التعرض لسوائل من جسم الحيوان الماب.
وتشير في تقريرها إلى استخدام المضادات الحيوية على نطاق واسع في علاج الطاعون الدبلي مثل الستربتوميسين أو الجنتاميسين، موضحة أن العدوى الفعلية ناتجة عن بكتيريا يرسينيا طاعونية.
وفي حال عدم علاج المرض واكتشافه، قد يؤدي إلى الحمى والقئ المستمر، مع القشعريرة وتضخم الغدد اللمفاوية إلى حد كبير، وبحسب منظمة الصحة العالمية، يموت ما بين 30 و60% من المصابين بالمرض.
من جانبه يقول مالكولم بينيت، أستاذ الأمراض الحيوانية والناشئة في جامعة نوتنجهام إن الطاعون الدبلي ينتشر في بعض المناطق في الولايات المتحدة وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. ومع ذلك، فإن عددًا قليلًا جدًا من البشر يصابون بالعدوى.
ويوضح أن الطاعون لا يتسعد لإحداث جائحة عالمية مثل فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، لكنه يظل موضوعا للبحث العلمي.