EN
لم يكُ يتخيل وهو يودع أسرته الصغيرة ويقبل يد والدته أن يكون هذا هو آخر عهده بهم، ولم يكن يتصور أن خروجه من المنزل سيكون خروجا بلا عودة، وستكون عودته للمقابر.
اقرأ أيضا:- ازالة353 حالة تعدي علي الأراضي الزراعية بالمنوفية
بدأت تفاصيل الحكاية مع شروق الشمس، حيث استيقظ جمال محمدين صاحب ال45 عاما كعادته لأداء صلاة الفجر في جماعة بالمسجد كعادته ثم عاد لمنزله ليتناول وجبة الفطور وهو جالس بجوار والدته المسنة وحوله أبنائه وبناته كعادته كل يوم ، ثم انطلق مسرعا إلى حقله الصغير يراعي ماشيته ومعه نجله صاحب الـ14 عاما وأدى مهام عمله في حقله وترك نجله ليرعى ماشيته في الحقل.
ثم عاد لمنزله وارتدى ملابسه وانطلق لعمله يقود دراجته النارية التي اشتراها لتسهيل مهمته بدلا من السفر يوميا بالمواصلات، حيث يعمل بأعمال الإنشاءات بالقاهرة، وانطلق من منزله بوجهه البشوش الضاحك يلقي السلام على جيرانه مبتسما كعادته يوميا.
وانطلق علي الطريق متوجها للقاهرة حتى باغتته سيارة مذعورة يقودها شاب أرعن يسابق الزمن ويقود بسرعة جنونية ليصدمه ليقع أرضا مصابا بنزيف شديد بالمخ وكسر مضاعف بالجمجمة ليلقي مصرعه في الحال.
ويتم نقله بواسطة الإسعاف لأقرب مستشفى لإنقاذه ولكن كانت الصدمة والطامة الكبرى لأهله وجيرانه بعد إخبار الطبيب لهم بوفاته لتهتز جنبات المستشفى من ويلات الصراخ والعويل بداخلها.
ثم تمت إجراءات تجهيزه لتشييعه لمثواه الأخير لتشيع جنازته وسط حالة من البكاء الهستيري والصراخ، وتقف والدته المسنة التي فقدت بصرها بجوار باب قبره لتشيعه وتقبله قبل تقديمه لمثواه الأخير وسط بكاء جميع الحاضرين.
