قال الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه من المواسم الفاضلة أيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، الموفق والسعيد من بادر فيها بالمسابقة إلى أنواع الطاعات والأعمال الصالحات.
اقرأ أيضًا..
وأوضح «آل الشيخ » في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أنه قال تعالى : « لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ» الآية 28 من سورة الحج ، وهي أيام العشر كما قاله غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم .
وأضاف أنه قد أقسم الله عز وجل بها مما يدل على عظيم فضلها وشرفها ، بقوله تعالى: « وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)» من سورة الفجر ، والليال العشر هي عشر ذي الحجة، داعيًا إلى المتاجرة مع الله سبحانه وتعالى في أيام عشر ذي الحجة ابتغاء الفلاح والخير والصلاح ، بالمبادرة إلى الخيرات وإلى ما فيه عظيم الأجر وجزيل الفضل.
وتابع : يا من يبتغي الفلاح وينشد الخير والصلاح تاجر مع ربك بالأعمال الصالحة ، لا تفوت هذه الأيام الشريفة، بل انتهزها وبادر فيها بالخيرات ، وإلى ما فيه عظيم الأجر وجزيل الفضل ، فهي يا عباد الله فرصة لا تعوض ، فاغتنم أيها المسلم تقربا إلى مولاك زيادة في حسناتك وتكفيرًا عن سيئاتك .
واستشهد بما قال صلى الله عليه وسلم : « ما من أيام أعظم ولا أحب إليه العمل فيهن عند الله من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» ، وقال عليه الصلاة والسلام : « أفضل أيام الدنيا أيام العشر » ، ولهذا كان سلف هذه الأمة يجتهدون فيها أشد الاجتهاد لعلمهم بفضلها وشرفها.
وأشار إلى أن العمل الصالح لا يقتصر على نوع ما ، وإنما هو اسم عام لكل قربة وردت في النصوص الشرعية ، ومنها الأعمال البدنية كالصلاة والصيام والحج والأضحية وقراءة القرآن والإكثار من الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
ونبه إلى أنه تشمل أيضًا الأعمال الصالحة المتعدي نفعها إلى المسلمين كالصدقة والإحسان إلى الناس وقضاء حوائجهم وإدخال السرور عليهم وإعانتهم والتيسير على معسرهم ، وقد يكون العمل المتعدي كما في القاعدة أفضل من العمل القاصر ، ومما ورد فيه الدليل الأكيد في هذه العشر استحباب صيامها والإكثار من الذكر فيها.