قبل 21 عامًا وقعت حادثة أفقدت طفلا في الـ 3 من عمره حركة القدمين
ليقترن بكرسيه المتحرك في الليل والنهار ليغنيه عن شلله النصفي.. مرت الأيام وشب
"محمد شرابي" يعافر مع إعاقته الحركية حتى باتت لا تمثل له عائقًا في أي
شيء يمارس الرياضة بنهم ويحمل الأوزان ويرفع الأثقال ويعد العشرات من تمارين الضغط
ليستمتع بجملة "عاش يا شرابي".
يبدع "محمد" داخل صالات
"الجيم" وهو قابع على كرسيه "الرياضة بالنسبة لي أساس من أساسيات
الحياة، لا أستغنى عنها إطلاقًا" هذا الأساس هو الذي بنى عليه الشاب
"محمد شرابي" حياته على مدار السنوات الماضية، فحلم الجسم الرياضي لم يفارق
خياله منذ طفولته "الرياضة عندي والتمارين رقم واحد في حياتي لأن السمنة في
حالة وجودي على الكرسي المتحرك غير صحية".
لم يكن الأمر سهلًا في بدايته على الشاب صاحب الـ 24 ربيعًا، صعوبات
متتالية يرويها "محمد" لـ"صدى البلد":"تعرضت لـحادث وأنا عندي 3 سنين تسبب
في إصابتي بشلل نصفي، ومن وقتها وأصبحت أستخدم الكرسي المتحرك، وبالتالي كانت الحركة
منعدمة جدًا وتسبب لي ذلك في صعوبات عديدة".
كانت بلكونته الصغيرة داخل القرية ببلطيم محافظة كفر الشيخ هي نافذته على العالم التي يتابع من خلالها المارة " كان أكبر طموح لي إني اتفرج على الناس من البلكونة.. بما إني كنت ساكن في قرية والقرى زمان تختلف عن الوقت الحالي الأول لم يكن هناك أي سبل مساعدة مثل توك توك أو غيره وبالتالي كنت أظل في البيت".
باعد الشلل النصفي محمد عن الذهاب إلى المدرسة كبقية الأطفال في عمره، فانتقلت المدرسة ودروسها إلى غرفته "لم يكن لي نصيب في دخول المدرسة، ولكن هذا لم يكن عائقا فكنت أحصل على الدروس في منزلي حتى وصلت إلى الصف السادس الإبتدائي تقريبًا، ولم أحصل على شهادة".
كانت رؤيته للمستقبل مبهمة، صورة
ضبابية لم تتضح معالمها" كان بيرادوني سؤال وأنا صغير وهو إيه مستنيني في المستقبل هل هكمل باقي حياتي في الأوضة بتاعتي؟" قاد السؤال "محمد" للسفر مع عائلته
إلى دولة "التشيك "وهي أفضل الدول في العلاج الطبيعي "كان عمري ساعتها
خمس سنوات، بقيت هناك حوالي شهر في مركز تأهيلي بالعلاج الطبيعي وبدأت
هناك أمارس رياضة خفيفة، ولكني عدت بسبب التكلفة العالية".
مع الوقت كان التحدي والحافز ينموان مع نموه الجسدي "تحديت نفسي واصررت أن أتحرك من مكاني، كنت لوحدي فبدأت أخترع أسلوبا خاصا لي في نزول السرير وطلوعه" ومن هنا بدأت حكاية "محمد" مع التمارين الرياضية الثقيلة " طورت من نفسي في البيت، وبعد ذلك اعتمدت على الصالات الرياضية في التمارين".
"أتواجد في الجيم باستمرار حوالي 3 أيام في الأسبوع وأتمرن خلالها ساعة في اليوم ، وباقي اليوم أكرسه لعملي في السوبر ماركت"، لم يرغب "محمد شرابي" في أي شيء سوى حلم بسيط ولكنه يحتاج إلى مجهود كبير "حلمي أكون أول شخص في مصر يستخدم "كرسي متحرك" ويلف مصر كلها وأظهرها في أبهى صورها"، مختتمًا حديثه برسالة "محتاج أوصل رسالة للناس أن مستخدم الكرسي المتحرك لا يختلف نهائيا عن أي شخص سوي".