الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ظروف قاسية وأجور زهيدة فى بريطانيا.. العبودية الحديثة تحاصر عشرات الآلاف من العمال.. أصحاب الأعمال استغلوا أزمة كورونا لمضاعفة الأرباح.. ومصانع النسيج زنازين متنكرة

صدى البلد

برلماني بريطاني: 
مؤامرة صمت سمحت لمصانع النسيج باستغلال العمال
تقرير: 
100 ألف شخص في بريطانيا يعملون في ظروف أقرب إلى العبودية الحديثة
مصانع ليسترشاير تدفع للعمال أجورًا أقل من نصف الحد الأدنى
الحكومة البريطانية تتعهد بملاحقة أصحاب الأعمال المستغلين


هل انتهت العبودية حقًا؟ أو هل انتهت في دول العالم الأول المتقدم على الأقل أما أنها تعود مرارًا وتكرارًا عبر العصور متنكرة في هيئة علاقات مشوهة بين أصحاب الأعمال والعمال؟


نشرت قناة "سكاي نيوز" البريطانية تقريرًا سلطات فيه الضوء على ظروف عمل العمال بمصانع النسيج في مقاطعة ليسترشاير جنوبي بريطانيا.


ونقلت القناة عن عضو البرلمان البريطاني أندرو بريدجن أن هناك "مؤامرة صمت" سمحت لمصانع النسيج باستغلال العمال وتشغيلهم في ظروف أقرب إلى العبودية لسنوات طويلة.


وقال بريدجن "لقد فشلت بشكل ممنهج جميع الضمانات التي كان من شأنها منع حدوث ذلك في ليستر. تقديري أن هناك نحو 10 آلاف شخص تحت نير العبودية الحديثة من أجل بيع الملابس للمتسوقين عبر الإنترنت".




من جانب آخر، كشف تقرير صادر عن مركز العدالة الاجتماعية للدراسات وجمعية العدل والرعاية وبناء على بيانات من الشرطة البريطانية أن هناك على الأقل 100 ألف شخص في بريطانيا يعملون في ظروف أقرب إلى العبودية الحديثة، وقد ازدادت ظروف عملهم صعوبة بشكل خاص بسبب أزمة فيروس كورونا.


ونقلت القناة عن وزير العدل البريطاني روبرت باكلاند أن "هناك الآن ضوءا مسلطا على سلسلة مروعة من الانتهاكات"، ورحب بفتح وكالة الجريمة الوطنية تحقيقًا حول ظروف العمل في مصانع مدينة ليستر.


وقال باكلاند "العبودية الحديثة منتشرة في كل مكان حولنا، وهي موجودة في كل بلدة ومدينة في بريطانيا، وفي مناطقنا الريفية أيضًا. إنها تظهر بأشكال عديدة، لكن هذا النوع من الاستغلال – أي الأشخاص الذين يحصلون على أجور أقل بكثير من الحد الأدنى للأجور ويضطرون للعمل في ظروف غير مقبولة - يجب القضاء على هذا النوع من الانتهاكات. علينا أن نجمع الأدلة وأن نحاكم الجناة كلما أمكن ذلك".


وأوضحت القناة أن إجراءات الإغلاق المفروضة في مدينة ليستر للحد من انتشار فيروس كورونا لفتت الانتباه إلى الشكاوى من الاستغلال الذي يمارسه أصحاب الأعمال على نطاق واسع بحق العمال. 


ويقدر مجلس مدينة ليستر أن هناك حوالي 1500 مصنع نسيج في جميع أنحاء المدينة، معظمها شركات صغيرة وورش عمل في مباني متداعية بحاجة ماسة للترميم، وتتم تغطية النوافذ المحطمة بالورق المقوى والقماش السميك، لذا من المستحيل رؤية ما بالداخل.


وعلى مدى عقود، كانت هناك شكاوى بأن بعض المصانع تدفع للعمال أقل بكثير من 8.72 جنيه إسترليني في الساعة، وهو الحد الأدنى للأجور في بريطانيا.

وتجري إدارة الصحة والسلامة التابعة للحكومة البريطانية تحقيقًا حول اتهامات موجهة للمصانع بشأن إجبارها العمال على العمل في ظروف غير آمنة خلال فترة الإغلاق الصحي.

وقال بريدجن "لقد ازدهرت أعمال تجار التجزئة عبر الإنترنت أثناء أزمة فيروس كورونا بفضل تعطل منافسيهم، ولذا رأينا زيادة كبيرة في حجم الطلب عبر الإنترنت".

وبدورها، تقول عضو البرلمان البريطاني كلوديا ويبي إنها تلقت اتصالات من عمال مجهولين من دائرتها في شرق ليستر يخشون التحدث علنًا عن ظروف عملهم القاسية، مضيفة "يتقاضى عمال تشغيل الآلات 3 جنيهات إسترلينية في الساعة بينما يتقاضى الحمالون جنيهين إسترلينيين في الساعة. يبدو أن هذا معدل الأجور الشائع".

وعندما سُئل عما إذا كانت مزاعم الاستغلال واسع النطاق في المدينة "سرًا علنيًا"، أجاب نائب عمدة مدينة ليستر آدم كلارك "تسمونه سرًا علنيًا. إنه أمر علني فقط وليس سرًا. هناك بلا شك أماكن عمل في المدينة غير مناسبة. لقد كنا على علم بذلك منذ فترة طويلة جدًا ونعمل مع وكالات إنفاذ القانون لضمان التطبيق الفعال للوائح".

وأضاف كلارك "هذه مسألة منهجية نتجت عن سوء التنظيم والتشريعات السيئة والاستغلال على جميع المستويات.

ونقلت القناة عن متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية قوله "نحن نأخذ كل شكاوى العبودية الحديثة على محمل الجد ومصممون على ضمان أن المجرمين القساة الذين يستغلون الضعفاء سيواجهون القوة الكاملة للقانون".

وأضاف المتحدث "تحقق الوكالة الوطنية للجرائم وجهات أخرى حول الشكاوى المروعة بشأن المصانع المستغلة للعمال في ليستر، وكان وزير الداخلية واضحًا في تأكيده أن أي شخص يستفيد من السخرة لن يجد مهربًا".