من المعروف أن الهرم الأكبر هو أحد عجائب الدنيا السبع ومن أشهر المعالم الأثرية والسياحية على مستوى العالم، وقد شُيد من أجل فرعون الأسرة الرابعة "خوفو" على مدى 20 عامًا، وذلك على الرغم من أنه لم يتم التوصل إلى جثمانه على الإطلاق؛ ويُقدر أن وزن هرم خوفو يصل إلى حوالي 6 ملايين طن، حيث تم استخدام 2.3 مليون كتلة من الحجر الجيري والجرانيت، يصل وزن بعضها إلى 80 طنًا.
وعلى مدار سنوات طويلة، جادل كثيرون حول كيفية تشييد هذا الأثر الهائل باستخدام الأدوات والمعدات التي كانت متاحة خلال عصر الأسرة الرابعة الفرعونية، لكن قناة "ناشيونال جيوجرافيك" الأمريكية كشفت خلال سلسلة وثائقية بعنوان "Great Pyramid Mystery Solved" أو "حل لغز الهرم الأكبر"، أن مهندسًا معماريًا فرنسيًا يُدعى "جان بيير هودين" ربما يكون قد استطاع التوصل إلى حل لهذا اللغز الذي حير كثيرين حول العالم، بحسب ما ورد في تقرير لصحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية اليوم، الأربعاء.
وكشفت السلسلة الوثائقية أن "هودين" درس لغز هرم خوفو الأكبر برؤية المهندس المعماري، وبدأت نظريته المتعلقة بهذا اللغز تتطور شيئًا فشيء بناءً على دراسته للمخططات المعمارية الأكثر تفصيلًا التي رُسمت للهرم الأكبر.
وبعد سنوات من الدراسة، تعرف بدرجة هائلة على التفاصيل الدقيقة للهرم، والتي ربما لم يلاحظها علماء المصريات؛ وكان السؤال الأساسي هو: "كيف يمكن رفع الكتل الحجرية إلى أعلى الهرم، الذي وصل ارتفاعه الأصلي إلى 480 قدمًا، ما يعادل 146 مترًا تقريبًا.
ووفقًا لهذه السلسلة، فإنه من المحتمل أن إجابة هذا السؤال المحير كانت كامنة داخل جدران الهرم طوال الوقت، حيث يرى المهندس المعماري الفرنسي أن هناك مشاكل فيما يتعلق بنظرية استخدام المصريين القدماء لمنحدر مستقيم أو منحدر حلزوني لنقل الكتل الحجرية إلى قمة الهرم، وكذلك فإنه لا يمكن للرافعات أداء هذه المهمة.
وعلى الرغم من أن تفسيره للغز نقل الكتل الحجرية يتضمن بدوره سطحًا منحدرًا، إلا أنه يوجد داخل الهرم، وقد ظل مخفيًا هناك لمدة 4500 عام، بحسب وصفه.
ويقدر "هودين" أن ميل المنحدر الذي تم استخدامه لابد وأن كان حوالي 7 في المائة كي يكون في إمكان بناة الهرم نقل الكتل عن طريقه، وخلص أيضًا إلى أنه من المرجح أن بداية المنحدر الداخلي كانت في قاعدة الهرم، وتصاعد مع اكتمال بناء الهرم.
وأفادت السلسلة الوثائقية كذلك بأنه من الضروري الانتباه إلى أن الهرم ليس صلبًا، بل يوجد بداخله ثلاث غرف كبيرة، في الأسفل غرفة يُطلق عليها اسم "غرفة الملكة" وفوقها غرفة غامضة يُطلق عليها اسم "Grand Gallery" أو "المعرض الكبير"، وفوقها غرفة دفن الملك، وهذه الغرف تتصل معًا عبر ممرات.
وكان السؤال هنا هو: "هل كان يمكن أن يكون هناك منحدر يمتد إلى أعلى عبر الهرم دون أن يمر بأي من هذه الغرف أو الممرات؟".
وفيما يتعلق بهذا الشأن، فقد أشارت السلسلة إلى وجود بعض المشاكل والتساؤلات التي واجهها المهندس الفرنسي أثناء محاولته إثبات صحة فرضيته وكان السؤال السابق من ضمنها، ولذلك قام بإعداد نموذج كمبيوتر خاص بمراحل بناء الهرم الأكبر بناءًا على نظريته، وتبين من خلاله أن المنحدر لم يكن ليصطدم إطلاقًا بأي من الغرف أو الممرات الداخلية للهرم؛ ولأول مرة في التاريخ، تم إعداد نموذج هيكلي ثلاثي الأبعاد لاختبار هذه الفرضية.
لكنه واجه مشاكل أخرى متعلقة بالتوصل إلى دليل يثبت صحة نظريته الخاصة بـ المنحدر الداخلي، حتى تواصل معه في نهاية المطاف، وبعد سنوات من البحث والدراسة، عضو في فريق فرنسي كان قد قام بإجراء مسحًا تقنيًا للهرم في عام 1980 بعد أن سمع عن نظريته، وعرض عليه رسمًا بيانيًا لم يتمكن الفريق من فهمه ولم ينشروه إطلاقًا، والذي أظهر شكلًا حلزونيًا داخل الهرم الأكبر كان قريبًا بشكل مثير للدهشة من رسم "هودين" التصوري للمنحدر الداخلي.
وفي أعقاب ذلك، أعلن المهندس المعماري الفرنسي عن اكتشافه في كتاب له بعنوان "Khufu: The Secrets Behind the Building of the Great Pyramid" أو "خوفو: الأسرار وراء بناء الهرم الأكبر"، وبعد عامين من ذلك شارك عالم المصريات "بوب براير" في تأليف كتاب آخر بعنوان: "The Secret of the Great Pyramid" أو "سر الهرم الأكبر".
لكن نظرية "هودين" لم تكن مقنعة بالنسبة للجميع بدون شك، ولاقت انتقادات من قبل بعض الخبراء، ومازالت فرضيته غير مثبتة، بحسب ما أوضح تقرير الصحيفة البريطانية.