بعد ولادتها مصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، قدمت طفلة حديثة الولادة "أقوى دليل حتى الآن" على إمكانية الإصابة بالعدوى في الرحم، وفقًا لما ورد في تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية نُشر اليوم، الثلاثاء.
وكانت الطفلة، وهي من ولاية "تكساس" الأمريكية لكن لم يتم الكشف عن هويتها، قد نُقلت بمجرد ولادتها إلى وحدة العناية المركزة، حيث أنه سبق تشخيص إصابة والدتها بعدوى "كورونا"؛ وأكدت الفحوصات الطبية إصابتها بالفيروس بعد يوم من ولادتها إثر ظهور أعراض معروفة للمرض عليها، والتي شملت مشاكل في التنفس وحمى.
ووجد العلماء عند تحليل مشيمتها التهابًا في الأنسجة وآثارًا لفيروس "كورونا"، وهو ما يثبت، وفقًا للفريق الطبي، أن الطفلة أصيبت بالفيروس في الرحم، وليس بعد ولادتها.
وأفاد تقرير الصحيفة البريطانية بأن خبراء إيطاليين توصلوا الأسبوع الماضي إلى دليل قوي على انتقال العدوى في الرحم، حيث تم اكتشاف الفيروس في دم الحبل السري والمشيمة.
وحتى الآن، كان رأي العلماء أن انتقال الفيروس عبر المشيمة هو أمر "لا يمكن استبعاده" بعد ورود تقارير تفيد بولادة أطفال مصابين بـ"كورونا".
ومنذ بداية تفشي الوباء، الذي أصاب حتى الآن أكثر من 13 مليون شخص حول العالم، كانت هناك تساؤلات بين الأطباء حول إمكانية إصابة الأطفال بالعدوى خلال فترة الحمل، وتم بالفعل إجراء أبحاث ودراسات للتأكد من مدى صحة ذلك؛ وأفاد العلماء بأن الأمر محتمل، كما أشارت تقارير أولية عديدة من الصين إلى الأمر ذاته، لكن الأطباء أوضحوا أنه من الصعب تحديد إذا ما كان الطفل أصيب بالعدوى خلال الولادة أم في المستشفى.
يشار إلى أن الطفلة المشار إليها وُلدت مبكرًا عن موعدها المقرر بثلاثة أسابيع، وقد بدت في البداية في حالة جيدة، لكنها نُقلت إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، حيث كان الأطباء مدركين لاحتمالية تعرضها للعدوى عن طريق والدتها المصابة؛ وفي اليوم التالي لولادتها، لاحظوا معاناتها من صعوبة طفيفة في التنفس وحمى، وبعد إخضاعها لفحص للكشف عما إذا كانت مصابة بـ"كورونا" جاءت النتيجة إيجابية.
وظلت نتائج فحوصاتها إيجابية على مدار أربعة عشر يومًا؛ وبحلول اليوم الحادي والعشرين سمح الأطباء للأم ومولودتها بالعودة للمنزل وهما في حالة صحية جيدة.
جدير بالذكر أنه قد تم الكشف عن تفاصيل هذه الحالة في إطار دراسة علمية نُشرت في مجلة "The Pediatric Infectious Disease Journal"، وهي مجلة طبية تتناول الأبحاث المتعلقة بالأمراض المعدية لدى الأطفال.