الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التليفزيون المصري.. 60 سنة إبداع


 نفتتح اليوم من مبنى التليفزيون العربى بالقاهرة ودمشق وحلب الارسال التلفزيوني بهذه الكلمات المقتضبة  بدأ البث الرسمى للتليفزيون المصرى فى السابعة مساء يوم 21 يوليو1960 والتي ألقاها وزير الثقافة والارشاد القومي دكتور عبد القادر حاتم الذى تحول حلمه بتلفزيون عربي الي حقيقة واقعة أخذا على عاتقه هذه المسئولية الكبيرة وأنجزها فى زمن قياسى اختصر فيه عمل خمس سنوات لسبعة أشهر برؤية مستقبلية واضحة وإيمان قوى برسالة التليفزيون الذي ولد عملاقا وتحول لمدرسة إعلامية متكاملة الأركان وامتد تأثيره الذي وصل لكل البلاد العربية من المحيط للخليج مشكلا للهوي والوجدان المصري والعربي.



ورغم تقدم العراق والجزائر ولبنان علينا  في إطلاق البث التلفزيوني لوقوع العدوان الثلاثي على مصر الذي اجل ظهور المشروع للنور إلا أن انطلاق البث التلفزيوني من القاهرة كان له بريق آخاذ بعد الاستحواذ الناعم للإذاعة المصرية التي سكنت لب الفؤاد في المنطقة العربية. 


والكل يتطلع لذلك الساحر الجديد الذي تم الترويج له بعمل شاشات كبيرة بعدد من الميادين العامة  واقتربت الساعة السابعة وتجمع جمع غفير من المواطنين وبدأت الوجوه السمراء تتطلع إلى ذلك الآسر ليظهر على الشاشة النسر شعار الجمهورية المصرية يصاحبه السلام الوطني وبدأ البث بتلاوة لايات الذكر الحكيم  بصوت القارىء محمود صديق المنشاوي.

 

 وينطلق صلاح زكى اول مذيع يصدح صوته عبر شاشة التلفزيون العربي معلنا بدء الارسال والنقل الحي  من مجلس الامة لاذاعة خطاب رئيس الجمهورية جمال عبدالناصر بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الثامنة لثورة 23 يوليو الذي ما ان بدا في الظهور حتي تعالت صيحات الجماهير.


وقد بلغت ساعات البث التلفزيوني 6 ساعات ارسال يوميا من الساعة العاشرة صباحا وحتى الواحدة ظهرا ومن الخامسة مساء حتى الثامنة مساء الي ان تم إنشاء القناة الثانية فى يوليو عام 1961وبعدها وعبر مراحل تطويره امتد ارساله ليغطي جميع انحاء الدولة المصرية من خلال شبكة القنوات الإقليمية التي تمتد من القاهرة حتي اسوان بل ويتم التوسع اكثر بانشاء شبكة القنوات المتخصصة فى الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.


واستطاع  الإعلام المرئي ان يقود قاطرة الوطن لتشكيل الوعي الجمعي للأمة من خلال تبني خطابا تنويريا مؤثرًا بكل ماتعنيه الكلمة فعمل علي توحيد وجدان الامة وتعميق الانتماء ونشر المعرفة وترسيخ قيم المجتمع وحفظ التراث.

   

وكان له مفعول السحر في زمن السلم والحرب من خلال الاهتمام بقضايا الدولة المصرية وطرح رؤاها علي الصعيد الدولي والاقليمي وعلي الصعيد الداخلي نجح التلفزيون المصري في الحشد للمشروعات القومية ودعم التوجه العام للدولة وعندما خاضت مصر حروبها كان التلفزيون  في مقدمة الطلائع واول صفوف المواجهة  فقاد المجتمع بمختلف شرائحه إلى قلب التحدي والصمود لتحقيق النصر للوطن.

 

واستطاعت الشاشة الصغيرة إرساء المثل العليا والأخلاق الحميدة والسلوك الإيجابى واستنهاض الهمم من خلال معالجة القضايا الاجتماعية والاسرية كما حرص التلفزيون علي تعليم ونشر صحيح الدين وتقديم الصورة الوسطية المعتدلة من خلال البرامج الدينية


وجاءت البرامج الثقافية لتحتل دورا بارزا ومتقدما  باطلالات كبارالتنويرين والمفكرين والادباء ومن البرامج الثقافية العامة جاءت برامج الأطفال والمرأة  وكان أهم ما يلفت النظر أن مصر اهتمت مع بداية ارسالها التلفزيوني  بالدور التعليمي  واستحوذت البرامج التعليمية على مساحة نصف ساعة يوميًا  زدات حتي اصبحت لها قنوات خاصة ظهر دورها الهام مع جائحة كورونا إلى جانب الاهتمام ببث برامج محو الأمية وتعليم الكباروالتي تم تطويرها عبر مراحل عديدة.


وعندما نتحدث عن مسيرة الشاشة الفضية  لابد ان نذكر الدراما التلفزيونية التي كان للتلفزيون المصري الريادة فيها فكان أول من قدم السهرات الدرامية والمسلسلات الطويلة والذي بات له الدور الاعظم في سيطرة اللهجة المصرية  علي الشارع العربي الذي كان يخلو من  المارة وتتوقف مظاهر الحياة فيه بمجردعرض المسلسل المصري. 


ستون عاما متخمة بالذكريات والإبداع علي كورنيش النيل حيث  يقبع هذا الكيان الضخم الذي يطلق عليه المصريين اسم ماسبيرو نسبة الي الشارع الذي يحتضنه ستون عاما لم يكتفي فيها التلفزيون بان يكون شاهدا  علي حقبة هامة من تاريخ مصر بل شارك المؤرخين في كتابة وتسجيل كل الاحداث الهامة والانجازات العملاقة والتحولات الكبري السياسية والاقتصادية والاجتماعية.


كل التحية للمؤسيسن الاباء والمعلمين الاوائل د.عبد القادر حاتم والمبدعين الاساتذة  عبدالحميد يونس أنور المشرى محمد امين حماد همت مصطفى سعد لبيب صلاح زكي  تماضر توفيق سميرة الكيلانى سلوي حجازي ليلي رستم اماني ناشد محمود سلطان حلمي البك زينب الحكيم  زينب سويدان سوزان حسن  و....القائمة طويلة.

 

ونتمني ان يعود كما كان شاشة  مضيئة تشع فكرا وثقافة وتنويرا وعلما ومعرفة وترفيها وقيما نحيي بها الشخصية المصرية  التي كانت تقدم النموذج والقدوة الحسنة بعيدا عن الامراض الاجتماعية التي اصابتها في مواضع كثيرة.   

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط