كثيرة هى الحكايات والأسرار فى حياة
المشاهير والأدباء والمثقفين، التى غالبا ما يكون لها انعكاس مباشر أو غير مباشر
على إبداعاتهم ومنتجهم الثقافى والإبداعى، ويحاول "صدى البلد" من خلال
هذا الباب "حكايات من زمن فات" تسليط الضوء على المواقف والكواليس التى أثرت على مسيرة وإبداع
هؤلاء العظماء.
ومن بين هؤلاء الفنان الكبير على الكسار، والذى نستعرض فى هذا التقرير دورعمله كسفرجى فى نجاحاته فى عالم الفن .
لم يحظَ "الكسار" بقدر كبير من التعليم، إذ قضى سنوات قليلة في أحد كتاتيب حي السيدة زينب، ثم بدأ العمل مع والده في مهنة صناعة الأحذية "سروجي"، لكن هذه المهنة لم ترق له ولم يبد فيها أي مهارة أو حرفية، فانتقل ليعمل مع خاله "سفرجيا" في أحد قصور الأثرياء وهو في التاسعة من عمره، وخلال ممارسته هذه المهنة احتك بالطهاة الذين كان معظمهم من أهل النوبة، وكان لهذه الفترة تأثير كبير في حياته ومشواره الفني
بدأ حياته الفنية عام 1908 بالعمل في
فرقة "دار التمثيل الزينبي"، ثم عمل بعدها في فرقة "جورج
أبيض"، وابتكر شخصية خاصة به، وهي شخصية عثمان عبد الباسط الذي قدمه في
أعماله، وكون فرقة مسرحية تحمل اسمه في عام 1919، واستمرت عروض الفرقة بنجاح كبير.
أول عرض مسرحي قدمه "الكسار" كان بعنوان "حسن أبو علي سرق المعزة"، وفيه قدم دور خادم نوبي، مستعينًا بكل خبرته التي اختزنها في داخله في أثناء عمله "سفرجيا" مع النوبيين، فأحبه الجمهور بتلك الشخصية، وكانت مفتاح نجاحه، ولكنها تحولت في النهاية إلى "مفتاح فشل" بعد أن ملأه "الصدأ.