كسرت أمل محمد عبد الحميد، فتاة الداقهلية المغتصبة، جدار الخوف وواجهت المجتمع بكل شجاعة لتثبت حقها وحق ابنتها فى نسبها من المتهم الذى اغتصبها وأفقدها أعز ما تملك قبل أسبوع من حفل زفافها.
أمل التى ضاع مستقبلها وتحولت حياتها إلى سواد ومأساة تلاحقها عيون الناس فى كل مكان بعد أن أصبحت أما لطفلة صغيرة تبحث عن نسبها، رفضت السكوت والاستسلام للواقع الذى تفرضه التقاليد والعادات وراحت تبحث عن حقها وطالبت بكل جرأة بالقصاص من المتهم.
تفاصيلمثيرة تحملها قضية اغتصاب الطالبة أمل لإثبات نسب طفلتها من المتهم ثلاثين شهرا، عمر المأساة التي تعرضت لها أمل، بنت قريةميت أشنا في محافظة الدقهلية، حيث تعرضت للاغتصاب على يد شاب يدعى "م. ح"، وهي فيالصف الأول الثانوي، واكتشفت فقدانها غشاء البكارة بنسبة 40% وحملها منه طفلةصغيرة، أنكرها المتهم تماما مثلما أنكر اعتداءه على أمها.
اغتصاب قبل الزفاف
القصة المأساوية،روتها أمل لـ "صدى البلد"، وقالت إنها بدأت بتقدم المتهم "م. ح" لطلب يدهاللزواج منها إلا أن أهلها رفضوا ذلك، وبمرور الوقت تمت خطبتها على آخر، فقامالمتهم باغتصابها وفض غشاء بكارتها وأرسل لخطيبها رسالة من هاتفها بعد سرقته"عشان ماتنفعكش أنا بوظتها"، وعقب ذلك وبعد علم أهل الفتاة بحملها قام أعمامها بحجزها في القاهرة وإجبارها على الزواج من آخر لم تره من قبل ولم تشاهد المأذون الذي عقد قرانها، وبعد وضعها طفلتها التى أسمتها "جودي"، عادت لأهلها باحثة عن حقها في إثبات النسب.
اقرأ أيضا:أمها على علاقة غير شرعية بالمتهم.. تفاصيل اغتصاب طفلة فيصل
مطاردة المجنى عليها
قالت أمل عن قصتها المأساوية وحكايتها التى حملت تفاصيل بشعة لفتاة صغيرة في سنها: "من حوالي سنتين ونص المتهم "م. ح" أتقدم لطلب إيدي من أهلى، لكن أهلي رفضوه أكتر من مرة، وفضل يمشي ورايا في كل مكان أروحه، بشتري حاجة الاقيه، رايحة الدرس يمشي ورايا، مجرد ما أظهر في الشارع يكون هو بيراقبني وعرفت أمي باللي حصل ده، وراحت اتكلمت مع أمه وقالتلها "ابعدي أبنك عن بنتي، بنتي مخطوبة وهتتجوز وكل شيء قسمة ونصيب"؟
وأضافت أمل: "بعد فترة وفي أحد أيام فصل الشتاء، كنت راجعة من الدرس وكانت الساعة حوالي 8 بالليل والشارع فاضي، و"م" كان ماشي ورايا وفضل ينده على وأنا مردش، وفجأة وقفني ومسك إيدي وقالي: هو أنا مش بنده عليكي، قولتله: انت بتكلمني ليه إحنا مفيش بينا أي حاجة، قالي: انتي هتتجوزي صح؟ قولتله: وانت مالك؟ راح شدني من إيدي دخلني بيت قديم أو حاجة زي المخزن".
فض غشاء بكارتها
وتابعت الفتاة المجنى عليها: "أول مادخلت جوه قولتله انت عايز مني إيه، فضل يضربني ويوقعني على الأرض لحد ما أغمى عليا، وبعدها فضلت كام ساعة مش فاهمة ومش مدركة ومغمي عليا، ولما فوقت لقيت هدومي كلها متبهدلة وفضلت اسند بإيدي على الأرض علشان أقوم أقف، لقيت موبايل افتكرته موبايلي في الضلمة أخدته ومشيت".
واستطردت: "بعدها روحتالبيت وحكيت لأمي على كل اللي حصل، وساعتها روحت عند أعمامي في القاهرة علشاننفسيتي وكنت تعبانة جدا، وروحت لدكتور كشف عليا وقال إني اتعرضت لفقدان 40% منغشاء بكارتي، وممكن أتجوز بس بعد فترة، وإن في نسبة 60% لسه موجودة، وبعدها أعماميحبسوني ومشوفتش أمي وأبويا، وساعتها أعمامي جابوا واحد معرفوش ومأذون مشفتهمشوقالولي هنكتب كتابك على راجل علشان العار والشرف".
حامل فى طفلة
وتستكمل أمل الفتاة الضحية روايتها قائلة: "أمي وأبويا عرفوا بالموضوع وأخدوني منهم وروحنا عملنا تحليل وكشف في المنصورة والدكتور قال إني فقدت نسبة 40% من غشاء بكارتي وممكن أتجوز بس بعد فترة، واكتشفت ساعتها إني حامل، والدكتور قال اطلعوا على مركز أجا واعملوا محضر بكل التفاصيل اللي حصلت، وفعلا عملنا كده".
وأضافت: "بعدها كان في محامي معانا يعني من العيلة بس من بعيد، وقال إنه هياخد موبايل المتهم "م" علشان ده الدليل على حقي، ومتخافوش وأنا هرجعلك حقك، لكن المحامي ده بوظ القضية وتقرير الطب الشرعي مطلعش، ورجع الموبايل للمتهم وضيع حقي، وبعدها فضلت أحاول لكن المحضر اتحفظ، وكمان قضية النسب اللي حاولت أرفعها اترفضت في المحكمة".
تهديدات بالقتل
وتابعت: "بعد سنة ونص من معاناتي، كنت بشوف كوابيس مابعرفش أخرج وأشوف الناس، ديما بحس إن في أيادي بتلمس جسمي، شوفت تهديدات في كل وقت، تهديد بقتل بنتي علشان ميكونش في قضية، وتهديد بتشويه وشي ووش أختي بمياه النار وتهديد بقتل أمي، لدرجة أن جد المتهم هددنا بأنهم هيولعوا في بيتنا ويقتلونا".
واستطردت: "قمت بنشر مقاطع فيديو على السوشيال ميديا أروي فيها مأساتي وحكايتي أنا وبنتي اللي عايزة أثبت نسبها وأطلع لها شهادة ميلاد بس، وآخد حقي ومستقبلي اللي ضاع بالقانون، أنا سبت التعليم وأنا في أولى ثانوي عام، ومستقبلي باظ بسببه".
مناشدة النائب العام
وفي النهاية، ناشدت الفتاة الضحية أمل، المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، قائلة: "أنا زي بنتك ماتسبنيش، ياريت سيادتك تقف معايا لحد ما أثبت نسب بنتي، وكمان ياريت سيادتك تنقذ شرفي وعرضي اللي المتهم تعرض لهم، أنا بنت زي أي بنت كانت بتحلم تتجوز وتعيش، لكن "م" ضيع مستقبلي وأنا عايزة حقي منه في اغتصابي، وكمان حقي في إثبات نسب بنتي الصغيرة "جودي".
وأضافت الفتاة أمل: "أنا دلوقتي واحدة عندها 21 سنة، أنا حاسة نفسي 80 سنة، أنا حاسة إني كبرت في سني وحياتي، أنا مش بعرف أعمل حاجة، بقيت خايفة من كل الناس ومن الدنيا ومن اللي حواليا"، مناشدة الأجهزة الأمنية "خليكم جنبي ومعايا، اثبتوا نسب بنتي، أرجوكم عاملوني زي بنتكم أو أختكم وما تضيعوش حقي".
في السياقذاته، أمر النائب العام بحجز المتهم بمواقعة المدعوة «أمل» كرهًا، ومضاهاة بصمته الوراثية ببصمة الطفلة التي ادعت الشاكية نسبتها إليه.
كانت «وحدة الرصد والتحليل» بـ«إدارة البيان بمكتب النائب العام» قد رصدت خلال الفترة الأخيرة تداول عدة مطالبات للفتاة المدعوة «أمل عبد الحميد» بإعادة التحقيق مع شخص أبلغت سلفًا خلال عام ٢٠١٨ عن تعديه عليها بمواقعتها كرهًا عنها، بعد أن توصلت إلى أدلة جديدة على الواقعة، مطالبة بتمكينها من إثبات نَسَب طفلة أنجبتها إلى المشكو في حقه بتحليل البصمة الوراثية، وذلك بعد أن حُفظت الدعوى التي شكته فيها، ورُفضت أخرى رفعتها لإثبات نسب الطفلة المذكورة إليه، وبعرض الأمر على المستشار «النائب العام» أمر بالتحقيق في الواقعة.
وتبين حفظ الجنحة التي كانت قد أبلغت المذكورة فيها عن حادث التعدي عليها خلال مارس عام ٢٠١٨؛ وذلك لاستبعاد شبهة الجناية المنسوبة إلى المتهم وقتئذٍ؛ حيث لم يثبت من تقرير مصلحة الطب الشرعي وجود أية علامات موضعية بالشاكية تشير إلى حدوث عُنف معها، بينما تبيَّن أنها ثيب -وليست بكرًا- منذ فترة تعذر تحديدها، وكذا لم تتوصل تحريات الشرطة وقتئذ لحقيقة الواقعة.
ثم في غضون شهر يونيو الماضي، حررت الشاكية محضرًا آخر -بعد تداول عدة مقاطع لها بمواقع التواصل الاجتماعي- أبلغت فيه عن توصلها لشاهد على الحادث الذي تعرضت له، طلبت سماع شهادته وضبط المتهم المتعدي عليها، وإجراء مضاهاة البصمة الوراثية المأخوذة من ابنتها ببصمته الوراثية لإثبات نسبها إليها كدليل على الواقعة، خاصة بعد أن رُفضت دعوى رفعتها لإثبات نسبها إليه، وعليه استمعت «النيابة العامة» إليها وإلى شاهد الواقعة الذي أكد أن المتهم أخبره بمواقعته الشاكية، وأن الطفلة التي أنجبتها هي ابنته، فأمر النائب العام بضبط المتهم واستجوابه ومضاهاة بصمته الوراثية ببصمة الطفلة.
وتمكنت الشرطة نفاذًا لأمر «النيابة العامة» من ضبط المتهم، وأمرت النيابة العامة عقب استجوابه بحجزه وعرضه صباح غدٍ على «مصلحة الطب الشرعي» لأخذ عينة من بصمته الوراثية ومضاهاتها ببصمة الطفلة التي أنجبتها الشاكية، وجارٍ استكمال التحقيقات.