بعد مرور أربعة أيام، انتشلت قوات الإنقاذ النهري جميع جثث ضحايا حادث شاطئ النخيل، باستثناء شادي، الذي يبلغ من العمر 17 سنة، والذي كان أول من غرق فجر الجمعة الماضي، وهرع المتواجدون على الشاطئ لمساعدته فتسبب ذلك في غرق 12 شخصًا آخر.
أربعة أيام مرت ولا يزال والد شادي ووالدته يفترشون الأرض أمام الشاطئ دون طعام في انتظار جثة شادي، وذلك بعد فاجعة غرق الابن الأكبر عثمان، 19 سنة، في نفس الحادثة، بعدما بادر بالبحث عن أخيه فغرق معه، ولكن قوات الإنقاذ تمكنت من إخراج جثمانه.
وقد تفقد اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، شاطئ النخيل بالعجمي صباح الإثنين في استجابة سريعة لأهل الغريق المتبقي، ومتابعة جهود الجهات المعنية والوقوف على احتياجاتهم لتوفيرها في الحال لإتمام مهام عملهم في استخراج الغريق.
أقرأ أيضًا:
ووجه المحافظ بحشد رجال قوات الإنقاذ البحري لانتشال جثمان الطفل الغريق المتبقي بشاطئ النخيل ب ٦ أكتوبر بالعجمي وذلك رغم ارتفاع الأمواج وكثرة الدوامات بالمنطقة، وطالب المحافظ الجهات المعنية، بتوفير كافة المعدات اللازمة لمساعدة الغواصين والإنقاذ البحري وحمايتهم من الارتطام بالصخور اثناء عملية انتشال الجثمان.
والتقى الشريف بأسرة الطفل الغريق المتبقي في حادث شاطئ النخيل، ووجه بتسخير كافة الإمكانيات للعثور على الجثمان بعد مرور 4 أيام على الحادث، وقال المحافظ موجهًا كلامه لوالدة الطفل المنهارة من البكاء "مش هنمشي من هنا غير لما نرجعهولك"، كل جهودنا موجهة إلى استخراج الجثة، إحنا هنا في خدمتكم".
ودفعت قوات الإنقاذ النهري بالإسكندرية، بأحد عشر غطاسًا، من أجل المشاركة في البحث عن جثة الشاب شادي، 17 عامًا، من محافظة البحيرة، والذي غرق أخوه الأكبر في نفس الحادث.
ووصل فريق من الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ، اليوم الاثنين إلى شاطئ النخيل، للمشاركة في جهود البحث عن جثة الشاب المفقود بالبحر منذ 4 أيام.
ومع كافة التحذيرات ورغم هذا الحادث الأليم، تبذل قوات الشرطة وحرص المدينة بالإضافة إلى رجال الإدارة العامة للسياحة والمصايف جهودًا كبيرة لمنع المصطافين من النزول إلى الشاطئ.
وفي سياق متصل، أصدر المستشار محمد عبد السلام أمين، المحامي العام لنيابات استئناف الإسكندرية، اليوم قرارًا بنقل التحقيقات في واقعة "غرقى النخيل" من نيابة العامرية أول الجزئية إلى نيابة الدخيلة الكلية.
وتعود أحداث الواقعة إلى فجر الجمعة الماضي، حيث كشفت الإدارة العامة للسياحة والمصايف، في بيان لها، أنه في يوم الجمعة حوالي الساعة ٥.٢٠ صباحا، قام بعض المواطنين بالنزول إلى مياه شاطئ النخيل بنطاق حي العجمي والمغلق حاليا ضمن الشواطئ المغلقة بقرار رئيس مجلس الوزراء والخاص بحظر ارتياد الشواطئ ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية المتخذة لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأضاف البيان أن نزولهم في هذا الوقت المبكر جاء هربًا من ملاحقات الأجهزة التنفيذية التي تقوم بعملية الإخلاء طوال اليوم، مشيرة إلى أن غرق أحد الأطفال، 17 عامًا، أثناء نزوله البحر، مما أدى إلى اندفاع العديد من المواطنين في محاولة لإنقاذه، حيث غرق 12 شخصًا، تم انتشال 11 شخصًا بمعرفة قوات الإنقاذ النهري، فيما لا يزال البحث جاريًا عن الطفل المتبقي.
وأكد مسئولي الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، أن الشاطئ مغلق وكافة شواطئ المدينة مغلقة بناء علي قرار رئيس الوزراء ومحافظ الإسكندرية، ورغم ذلك هناك محاولات مستمرة من الأسر النزول للبحر والتحايل علي القرارات في أوقات مختلفة، وأن حالات الغرق كانت جميعها فجر اليوم في وقت لا يوجد فيه احد علي الشواطئ من موظفي الإدارة.
الجدير بالذكر أن شاطئ النخيل في حوزة المحافظة بعد أن تم سحبه من جمعية ٦ أكتوبر منذ شهر فبراير الماضي، ورغم قرار المجلس التنفيذي لمحافظة الاسكندرية بإعادة تخصيص الشاطئ للجمعية مرة أخرى إلا أنه لم يتم تنفيذه بشكل رسمي حتي الآن.