تعتبر عين الدار من اقدم عيون مياه الشرب بمدينة الخارجة فيالوادي الجديد، ان لم تكن اولها، وتقع داخل أسوار مدينة الخارج القديمة وكانت مجاورة لدرب السندادية وحارة الادارسة بالمحيبس القبلي ، وكان المصدر الرئيسي مياه الشرب.
يقول الشيخ مهران الخارجي ،إن بئر عين الدار كانت تصرف المياه الزائدة منها على نخيل عين الدار والمناطق المجاورة لها ، وكانت النساء والاطفال يملأون منها الأواني لتزويد منازلهم بها، نظرا لتميز عين الدار بمياهها الباردة صيفا والدافئة شتاء بالاضافة الى قربها من منازل الأهالي.
اقرا ايضا:
وأضاف مهران أن السقا كان يملأ منها القربة يوميا ويطوف بها علي الأحياء البعيدة في ذلك الوقت مثل شرق البلد والحصة والشيخ ميمون وغيره وذلك مقابل مبلغ زهيد من المال لا يتعدى القروش،كما كانت هناك بعض عيون المياه الاخرى المتزامنة مع عين الدار مثل بير الجبانة، بير الصحه ، ومشربية غيث.
وأوضح أن مياه عين الدار استمرت في التدفق حتى تاثرت بالعيون التى تم حفرها جنوب العين مثل عين الشيخ وتم تركيب عليها ماكينة رفع للمياة الى ان نضبت تماما في نهاية الثمانينيات وصارت مطموسة حتى الان ولكن لايزال مكانها باقيا في قلوب سكان الحي.
ولفت الي ان عين الدار من العيون التاريخية بالواحات الخارجه والتى سرد في جنباتها الكثير من الحكايات والقصص في الماضى ولاتزال في قلوب الكثيرين من اهالي الحي.
وأضاف أن هناك عدة دروب وحارات أثرية أخرى لأهل الواحات قديما فى العصور الأيوبية، منها مسجد المحيبس، وعلى الرغم من عمليات الإحلال والتجديد التى تمت للمسجد فى عام 2001، إلا أن مئذنته العريقة مازالت كما هى، رغم أنها لا تتبع وزارة الآثار إلى الآن، إلا أن أهالى الحى حافظوا على قيمتها الدينية والتراثية والأثرية إلى وقتنا هذا.
وأوضح أن حي عين الدار يعتبر أقدم حي في الخارجة القديمة، وأهم ما يميز الحي مئذنة المحيبس المشيدة من الطوب اللبن على الطراز الأيوبي وتتكون من عدة طوابق يتم صعودها عن طريق سلم دائرى حلزونى من الخشب.
وأشار إلى أن أهالي عين الدار مازالوا متمسكين بتلك المئذنة التى مازالت تؤدى دورها إلى الآن، إلا أن خوفهم من سقوطها بسبب عدم اهتمام المسئولين بها أو ترميمها هو ما يؤرقهم لأن المئذنة بالنسبة لهم تعد قيمة تمثل تاريخ حي عين الدار مثلها كمثل بئر مياه عين الدار.